تخطيطنا وتخطيطهم
فهد الصالح
دوماً لا أحبذ المقارنة بالغير لاختلاف المبادئ والتقاليد الاجتماعية وأمور أخرى كثيرة تتعلق بالجوانب الاقتصادية والتنظيمية وغيرها، إلا أنه في مجال التخطيط للأحياء السكنية والتنفيذ للمباني والمشاريع فإنَّ المقارنة تعتبر ضرورية لعلنا نستفيد ممن يملكون حساً تخطيطياً عالياً في تنفيذ خططهم ومشاريعهم ومعالجة مشاكلهم العمرانية.
وفي الحقيقة يظل الحي السكني هو الأكثر تأثيراً في بناء الشخصية والسلوك والصحة العامة للسكان، ومع أهمية العناية بتطوير بيئة الأحياء السكنية وايجاد البيئة المناسبة التي تحافظ على حياة وسلامة الساكنين، إلا أن الكثير منها يعاني تدهوراً عمرانياً كبيراً على مستوى توفر البنية الأساسية من مرافق وخدمات.
في أماكن متفرقة من مدننا توجد أحياء متدهورة، الطرق فيها وعرة، والحفريات ومستنقعات مياه المجاري بها منتشرة، تختلط فيها الحركة التجارية بالمساكن، تعيش تحت سيطرة السيارة فلا ممرات مشاه مرصوفة، ولاحدائق ولا ملاعب أطفال آمنة أو مهيأة ولا مرافق خدمية مكتملة إلا مارحم ربي.
وهنا يتبادر في الذهن عدة تساؤلات:
ما الذي جعل مثل هذه الأحياء تستمر كبؤر سوداء في جبين المدن بدون تجديد عمراني أو إعادة تأهيل بيئي وحضري؟
لماذا لا يتم اعتماد تطوير الأحياء السكنية وفق أحدث الأساليب التخطيطية والتطويرية العالمية؟ فعلى سبيل المثال: تنفيذ أنفاق الخدمات ضمن المخططات السكنية الجديدة على اعتبار أنها الوسيلة العملية للتخلص من حفريات الطرق، والقضاء عليها وتحسينها، والمحافظة عليها من التلفيات وإعادة سفلتتها مرات عدة ما يعرض الطرق للتشويه.
لماذا لا نستفيد من التجارب الناجحة والمميزة المحلية في تخطيط وتنفيذ الأحياء السكنية بالمملكة كإسكان وزارة الخارجية، وحي السفارات وإسكان أرامكو بالشرقية، والمنطقة السكنية بالجبيل الصناعية؟
متى نستفيد من التجارب العالمية المميزة في مجال تخطيط الأحياء السكنية؟ كمدينة ميسيساقا الكندية، حيث اعتمدت المدينة في تطوير أحيائها السكنية على سياسات التطوير الشامل وركزت في توفير الخدمات والأنشطة على إنشاء مراكز أحياء تحتوي على أنشطة ثقافية وترفيهية ورياضية وتعليمية وساحات اجتماعية تخدم كافة الفئات السكانية المختلفة بهدف تعزيز التواصل والتغذية البدنية والعقلية للسكان.
متخصص في التخطيط العمراني والتنمية
صحيفة الرياض
أضيف بتاريخ :2017/05/09