خالد السليمان
هناك معلومة غابت عني عند كتابة مقال الأمس حول إعفاء مدير المدرسة، وهي أن السبب الرئيسي لإعفاء المدير لم يكن تمزيق الطلاب للكتب بقدر ما كان إهمال مبدأ سلامة الطلاب بالسماح لهم بالخروج إلى الشارع المزدحم قبل حضور أولياء أمورهم لاصطحابهم !.

لكن لنكن واقعيين، أليس هذا حال معظم مدارسنا منذ عرفناها، أبواب مشرعة بعد نهاية اليوم الدراسي للخروج دون حسيب أو رقيب، و أطفال يحتلون الأرصفة المحيطة بالمدارس، ويملأون البقالات القريبة منها ؟!

فلو طبقنا هذا المعيار للإعفاء لتم إعفاء معظم مديري المدارس، لذا أرجو من الوزارة بدلا من إعفاء هذا المدير على حالة سائدة وعامة منذ عقود من الزمن وحتى تقطف ثمار برنامجها التدريبي في جامعة هارفرد لمديري التعليم وبرنامج خبرات الدولي للمعلمين، وحتى تبدأ برنامجها الدولي الخاص بمديري المدارس وهي البرامج التي رصد لها ضمن التحول الوطني مليار و٩٠٠ مليون ريال خلال الثلاث سنوات القادمة، أن تطلق ورش عمل بمشاركة مديري المدارس والمختصين لمراجعة معايير سلامة الطلاب، خاصة بعد حادثة سقوط ووفاة إحدى الطالبات، والتذكير بواجبات إدارات المدارس وإجراءات خروج طلابها بحيث يكون في ذلك تذكير بها ومعالجة لثغراتها، مع رقابة صارمة للالتزام بذلك، فإهمال سلامة الطلاب مسألة خطيرة توجب المساءلة والمحاسبة، والطلاب أمانة في أعناق معلميهم ومديري مدارسهم !

غير ذلك فإن على الوزارة إعفاء معظم مديري مدارسها، لأن هذا حال معظم مدارسنا !

صحيفة عكاظ