عن القوة الناعمة مرة أخرى، وأوجه استخدامها في ظل الهجمة العسكرية على العوامية!
عادل السعيد
في 10 مايو (أيار)، بدأت الحكومة السعودية القيام بهجمة عسكرية مفتوحة وغير مسبوقة على مدينة العوامية عن طريق مركباتها العسكرية المدججة بالأسلحة. ولا تزال لليوم السادس تستخدم (فيها) أسلحة فتاكة لم تستخدمها في مداهماتها السابقة.
ذكرت في مقال سابق أهمية القوة الناعمة للدول و بالأخص المستبدة منها، وكونها رديفة للقوة الصلبة، و كيف أن القوة الأخيرة بحاجة ملحّة لها، بل أنها - أي القوة الصلبة - قد تضطر للتوقف إذا كانت لا تمتلك قوة ناعمة فاعلة، لكونها بمثابة الترس لها.
لوحظ أن الحكومة السعودية قامت في اليومين الماضيين من هذه الهجمة الجائرة المتواصلة لليوم السادس، بضخ مواد تضليلية عديدة عبر أذرعها الإعلامية بغية التشويش على حقيقة ما ترتكبه من انتهاكات لتضليل الرأي العام المحلي والدولي، ومن أجل تأمين القوة الصلبة والمحافظة على شرعيتها.
- من أساليب التضليل:
١- اتهام المطاردين بكل حادثة تجري حتى لو كانت التهمة غير مبنية على حقائق أو تتنافى مع الوقائع والجغرافيا، كاتهامهم بقتل الطفل جواد الداغر مستغلين عدم معرفة والده بالمنطقة والموقع الذي كان فيه وقت الحادثة المؤلمة. والد الطفل يقول بأنه أضاع الطريق بعد خروجه من بلدة القديح ، والمطاردين كما قالت الداخلية في بيانها موجودين في #حي_المسورة ، فأين المسورة من المنطقة الزراعية بين العوامية والقديح؟! والأنكى من ذلك ، أن إعلامية في صحيفة عكاظ أدعّت بأن والد الطفل دخل بالخطأ في شوارع حي المسورة! ولكنها لم تذكر إلى أيّ ساحةٍ وصل!
٢- تصوير عائلة أو اثنتين في الحاجز العسكري المنصوب بين مدينتي العوامية وصفوى، على طريقة "صورني و أنا أساعدهم" ، من أجل بثها للإعلام و إظهار أفراد القوات كمحاربين نبلاء جاؤا لتخليص الأهالي من " الإرهابيين" كما يحلو لهم أن يعبروا، وكأن الأهالي نسوا "سنابات" الجنود المشاركين ذات المدلول الطائفي والدموي، ونسوا الرصاص الذي ينهمر على مدينتهم ومنازلهم على مدار الستة أيام. وقصة العائلة معروفة ولا داعي لتكرارها.
بالرغم من قوة الأذرع الإعلامية السعودية" القوة الناعمة" من حيث العدد، إلا أن وعي الأهالي في توثيق الانتهاكات وبثها في وسائل التواصل الاجتماعي، استطاع أن يفرض رواية أخرى في وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي تحريك وسائل الإعلام التي لا تخضع للهيمنة السعودية كقناة نبأ الفضائية مثلاً، التي أزعجت الداخلية مما حدا بها إلى الدفع بامرأة " أم محمد" للاتصال على القناة على اعتبارها من محافظة القطيف من أجل إحراج مقدمة البرنامج واتهام القناة بتهم باطلة.
إلى أين تتجه بوصلة القوة الناعمة؟!
مع انتشار رواية أهلنا (الأهالي) لما يجري عليهم في وسائل التواصل الإجتماعي و الإعلام، باتت حاجة الحكومة ملحّة لمواقف محلية تأيد ما تقوم به من جرائم في العوامية، بذريعة أنه لا بد أن يكون لكم صوت وتأييد ل " مكافحة الإرهاب"، وذلك من أجل توظيف هذه المواقف إذا نجحت باستصدارها، في سياق " دعوات أهلية للتخلص من الإرهابيين"!
أضيف بتاريخ :2017/05/15