أمانة جدة.. شماعة للصرف الصحي والمياه (1)
حسين أبو راشد
عودة إلى ما كتبته سابقًا عن مدينة جدَّة، والتي يعاني سكَّانها من نقص في البُنى التحتيَّة لا سيَّما المياه والصرف الصحي داخل النطاق العمراني، وفي معظم أحيائها، حيث يعاني سكّانها في هذه الأحياء معاناةً كبيرةً؛ بسبب النقص الحاصل في إيصال الخدمات من مياه، وصرف صحي، رغم ارتفاع رسوم الخدمات، حتَّى الأحياء الموصلة بشبكة المياه تعاني -وباستمرار طوال أيام العام- من نقص وانقطاع في المياه!
وتُعتبر جدَّة من أكثر المدن تلوّثًا في العالم، حيث تجوب شوارعها صهاريجُ الصرفِ الصحيِّ، حاملةً الروائحَ الكريهةَ، ناشرةً التلوّثَ، ناهيك عن ارتفاع منسوب المياه الجوفيَّة الآسنة، ذات الروائح الكريهة، التي سبَّبت مستنقعاتٍ في أكثر من ٢٠ حيًّا من أحيائها، ممَّا سبَّب كثيرًا من الأمراض والأوبئة، وحمَّى الضنك، التي توفي بسببها البعض.. حتَّى الأحياء الموصلة بالصرف الصحيِّ تعاني من حين لآخر من تسرُّب مياه الصرف في بعض شوارعها؛ ممَّا تسبِّبه من دنسٍ، وروائحَ عفنةٍ للسكَّان والمشاة، وتعطيلٍ للحركة المروريَّة، رغم الوعود من المسؤولين بحلٍّ نهائيٍّ للمعضلة من سنوات.
عانيتُ -أنا شخصيًّا- من معضلةِ الصرفِ الصحيِّ كغيري، ومن سنوات مضت، بعد أن تمَّ إيصال شبكة الصرف الصحيِّ للحيِّ الذي أقطنه في البغداديَّة، وذهبنا حينها لإدارة المياه والصرف الصحيِّ، طالبين إيصال الخدمة لمنازلنا، ومستعدين لإيصالها على حسابنا الخاص، وأفادونا بتعثُّر مشروع التجمُّع لحي جنوب جدَّة، ومنذ أكثر من عام راجعنا الإدارة، وطلب منا القيام بعدّة إجراءات، فقمنا بتنفيذها كما طُلب منا، وبعد معاناة استمرَّت لأكثر من عام، راجعنا المياه لإيصال الصرف الصحيِّ، فأفادونا بأنَّ معاملتنا في الأمانة، وأنَّها السبب الرئيس لإيقاف الصرف الصحيِّ عن المواطنين في مدينة جدَّة، طلبت حينها إعطائي رقم معاملتي المحالة لأمانة جدَّة لأعرفَ منهم سببَ توقُّف التصاريح لإدارة المياه والصرفِ الصحيِّ للمواطنين. وفي اليوم التالي اتَّصل بي المقاول، وجاء لمنزلي وطمأنني بأنَّه على استعداد لإيصال الخدمة لداري خلال ثلاثة أيَّام، وتفاءلتُ وأطمأننتُ عندما أعطاني صورة من التصريح المقدَّم للأمانة باسمي، وقد كان هذا العمل بصفةٍ شخصيَّةٍ لي، وطلب بأنْ يشرح على التصريح للسماح لي بإيصال الخدمة خلال ثلاثة أيام من قِبل المسؤول في الأمانة، وأخذتُ ورقة التَّصريح وأخبرته بأنَّني سأتَّصلُ به بعد عدَّة أيام.
في اليوم التالي ذهبت للأمانة منفعلاً غاضبًا من تصرُّفها، ومن تصرُّف بعض مسؤوليها التعسفيِّ، ووقوفهم حجر عثرة أمام مصالحنا.. بعدها التقيتُ بوكيلِ الأمين للخدمات الدكتور عبداللطيف الحارثي بمكتبه، وهو شخص دمث الخلق، أعجبتُ به لسعة صدره وإصغائه لانتقاداتي اللاذعة، ومن ضمنها سؤالي التالي: عانينا من نقص الخدمات، وعندما تنهي الإدارة المختصَّة هذه المعاناة، تقفُ الأمانة حجر عثرة في إيصال الخدمة؟!
وسأكمل لكم القصة الأسبوع المقبل -بإذن الله-.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/05/16