تمزيق الكتب من 2014 إلى 2017
فواز عزيز
• بعض الأحداث مؤلمة، ويزيد ألمها قسوة كلما كانت مكررة حتى لو تصنعنا بأنها مفاجئة لنا!
• أحداثنا مكررة، ومفاجآتنا مكررة، ولجاننا مكررة، ونسياننا مكرر!
• تمزيق الطلاب للكتب المدرسية احتفالا بنهاية العام الدراسي، ليس حدثا جديدا أو غريبا.. بل هو مكرر!
• في مثل هذا الوقت من عام 2014 كتبت مقالا بعنوان «هذه علاقة الطالب بالمدرسة»، وقلت فيه: إن العاقل لا يمكن أن يلوم «طفلا» حين يحتفل طلاب مدرسة ابتدائية بنهاية الدراسة بتمزيق الكتب المدرسية ورميها في الشارع وعلى السيارات المارة، في فوضى مزعجة ومؤلمة؛ فهو مشهد مختصر في فيديو يكشف حقيقة علاقة الطلاب بالمدرسة، وكل مشاهد للفيديو لن يحتاج إلى أي إشارة أو شرح لوضع العلاقة المتأزمة بين «المدرسة» و»الدارس» في تعليمنا!
• تكرر المشهد، وفوجئت وزارة التعليم به؛ وكأنه شيء جديد عليها، وظهرت كأنها مصدومة من تصرف هؤلاء الطلاب الذين يعشقون المدرسة كما يتصور مسؤولو وزارة التعليم، وكردة فعل الوزارة تم إعفاء مدير المدرسة!
• بعد ثلاث سنوات يتكرر «توثيق» المشهد أو يتكرر المشهد «الجماعي» في تمزيق الكتب؛ لكن الحقيقة أن المشهد يتكرر مع نهاية كل فصل دراسي، حيث يعلن فيه الطلاب فرحهم بالخروج من تلك المباني الكئيبة والفصول البائسة ولو بحالات فردية لم توثق بفيديو!
• ستشكل وزارة التعليم لجانا وستدرس الحدث وستبحث أسبابه، وسنلطم على جثمان التربية، ثم نرمي النتائج في الأدراج كما فعلنا في الحادثة الماضية قبل 3 سنوات!
• هل يستطيع أحد من مسؤولي وزارة التعليم أن يفتح الأدراج ويخرج لنا ملف تحقيقات الحادثة الماضية، وماذا اتخذت الوزارة من إجراءات فيها؟
• في الحادثة الماضية قبل 3 سنوات قلت: بأن ما حدث أمام المدرسة من احتفالية بنهاية الدراسة واحتفظت به ذاكرة «الجوال» لتوثقها، هو أصدق اختبار لوضع التعليم لدينا، وأكثر الاستبيانات دقة؛ لأنها جاءت بعفوية من الميدان، فكانت «النتيجة» لم تنجح أي مدرسة في تكوين علاقة حب مع الطلاب!
• متى تقتنع وزارة التعليم بأن كثيرا من الأطفال يشربون كره المدرسة من أول يوم يدخلون فيه ذاك المكان الذي يسمى مجازا مدرسة؛ لأن مختبراتها معطلة وليس فيها صالات رياضية ولا تحتوي على أي وسائل للترفيه، تخيل حتى مكان الإفطار اسمه «مقصف»!
(بين قوسين)
• إعفاء مدير المدرسة دليل جهل وزارة التعليم بصلاحيات مدير المدرسة ومميزاته المعدومة!
• المعلم الذي يتولى إدارة مدرسة هو صاحب فضل على وزارة التعليم.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/05/16