حتى لا تتأخر الرحلة
صالح الشيحي
أقف مع الهدف الجميل الذي جاءت الهيئة العامة للترفيه لتحقيقه.. الترفيه من مقومات جودة الحياة..
الحياة دون ترفيه مقبرة!
لكنني لا أعلم فعلا هل الهيئة هي التي تدرس برامجها ومواقعها وتواريخها، وتقرر بحرية ومسؤولية تامة، أم أنها تصرف جزءا كبيرا من موازنتها لمكاتب الاستشارات والتسويق والعلاقات العامة!
أكتب اليوم بعد مرور سنة كاملة على تأسيس الهيئة العامة للترفيه، إذ لم يسبق لي كتابة أي مقال عن الهيئة الوليدة.. كنت أود معرفة صورتها الحقيقية.. أو الفكرة التي جاءت لتنفيذها على الأرض.. ويبدو أن الأمر سيطول..
تقول الهيئة عن نفسها: «أقيمت أول فعالية في سبتمبر 2016 بحضور تجاوز 34 ألف زائر، وخلال عام بلغ مجموع عدد زوار الفعاليات 2.3 مليون في 21 مدينة»..
طبعا دون تفصيل دقيق.. ودون ذكر المدن، وماهية الفعاليات، وآلية الإحصاء والحساب الدقيق..
أرصد وأنتقد بلغة المحب للهيئة، ولرئيسها الشاب المتحمس، إذ لم أجد من برامجها سوى حفل في جدة أثار سخط بعض شرائح المجتمع، وهو ما دعاها للتنصل منه ورمي المسؤولية على الشركة المنظمة بالقول «أخلّت الجهة المنظمة بأحد بنود التصريح المبرم معها، وتم رصد هذه المخالفة من موظفي هيئة الترفيه في وقتها وإيقافها».. وحفل آخر لفنان العرب في الرياض، هو الآخر أثار غضب محبي الطرب؛ للأسعار المبالغ فيها للتذاكر، قياسا بحفلات مماثلة في دبي والدوحة.. وبرنامجين آخرين.
ما الذي أريده كمواطن من الهيئة العامة للترفيه بعد سنة كاملة من انطلاقتها؟
أريد باختصار شديد أن يدخل المواطن نهاية كل أسبوع إلى حساب «روزنامة الترفيه» في تويتر، ويستعرض الفعاليات الموجودة في مدينته هو -وليس الفعاليات المقامة في الرياض وجدة- فإن لم تنجح الهيئة في تحقيق ذلك فليتم تعديل اسمها ليصبح «الهيئة العامة للترفيه في الرياض وجدة»!
أيضا مهم أن تتحول الفعاليات الترفيهية إلى مشاريع دائمة، وفي مستوى دخل العائلة السعودية، وألا تكون نخبوية، أو موجهة لفئة محدودة، فتصادم الناس ويشغلونها عن رسالتها الجميلة التي جاءت من أجلها..!
تقول الهيئة في تغريدة لها، فبراير الماضي: (بدأنا في الرياض ورحلتنا مستمرة).. أرجو ألا تتأخر الرحلة!
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2017/05/28