حديث السيد حسن نصرالله.. هل عجّل المواجهة أم دفنها؟؟
الدكتور محمد بكر
بلغةٍ أقل مايمكن وصفها بالثابتة والواثقة، أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى السابعة عشرة لعيد المقاومة والتحرير، ليبعث برسائل قوية للخصوم، الأمين العام أفرغ كلياً الطروحات الواردة من الرياض، وظهّر بشكل واضح ما محصلته الصفر لأية مفاعيل يمكن أن تتأتى من القمة التي جمعت ترامب بعدة زعماء ومسؤولي دول عربية وإسلامية في العاصمة السعودية ، لجهة أن ماسماها إعلانات وخطابات الرياض ليس لها أي تأثير، وأن ماجرى فضيحة ومهزلة لجهة أن بيان الرياض صيغ وجُهز بمنأى عن إرادات ومعرفة المجتمعين الذين شاهدوه فقط عبر وسائل الإعلام.
جاء رد الأمين العام لحزب الله من خلال طرحه وعرضه للوقائع الميدانية على الأرض مظهراً الفشل الذريع الذي حصدته السياسة السعودية في كل جبهات المنطقة خلال السنوات الماضية سواءً في العراق أم اليمن وكذلك التقدم الكبير للجيش السوري في جبهات القلمون وصولاً لتدمر والبادية وامتداداً لريف حلب، النقطة الأبرز كانت من خلال ماظهّره الأمين العام لجهة أن كل الوسائل والطرائق والأساليب المتاحة لم تألُ المملكة جهداً في صياغتها واستخدامها لإضعاف محور إيران، وأنه لا جديد ولا أكثر يمكن أن يقدموه، وإن جاؤوا بالمزيد من لغة الدم والموت فنحن عشاق الموت والشهادة ( يضيف الأمين العام).
بطبيعة الحال يأتي ” النفس الطويل القوي ” الذي تجسد في خطاب الأمين العام من خلال سببين رئيسين :
– الإيمان بقوة وتماسك والعنوان الاستراتيجي لتحالفات الحزب، ولا سيما بعد الاجتماع الأمني في روسيا الذي ضم مستشاري ومسؤولي الأمن القومي في كل من سورية والعراق وإيران وروسيا، والذي رفض بالمطلق مخرجات قمة الرياض، وأكد على استمرار رسم كل أشكال التنسيق والوحدة الإستراتيجية للمضي في ميادين المواجهة مع الإرهاب في المنطقة.
– مفرزات ونتائج المواجهات اللوجستية التي برزت في الفترة الماضية لجهة تأمين الحدود اللبنانية -السورية، وقرب الانتهاء من تأمين الحدود السورية العراقية، وهو مايشكل مفصلاً رئيساً في مجريات الحرب في المنطقة، وأساساً مهماً يبنى عليه كل تلك الثقة.
لانعرف إذا ما كانت كلمات الأمين العام ستشكل نوعاً من الاستفزاز ” لحمية ” المملكة ويسرع من مضيها فيما أعلنت عنه من تحالف شرق أوسطي، وقوة احتياط، ولاسيما أن الأمين العام قالها بوضوح أن محور إيران أقوى من أي وقت مضى، وأن المحور الآخر أقل قوة من أي وقت، إضافة لما ألمح له الأمين العام تعليقاً على قوة الاحتياط ومفاعيلها المحتملة في العام 2018 بأنه لحين ذاك العام لن يكون هناك وجود لشيء اسمه داعش في المنطقة العربية.
الجزئية التي ظهرت بوضوح من خلال قوة وثبات اللهجة في خطاب الأمين العام لجهة ازدياد قوة الحزب وقدراته وإمكانياته ووعده مجدداً بالنصر والتواجد في كل الميادين وعدم إخلاء الساحات، يبقي بالضرورة القلق لدى الإسرائيلي لجهة مارسمه من خطوط حمراء تتعلق بعدم وصول أسلحة إستراتيجية للحزب، وهو مانسفه حديث السيد حسن نصر الله، من هذه الجزئية تحديداً قد تنطلق العربية السعودية في التأسيس والبناء عليه مع الإسرائيلي للدفع نحو تفعيل إعلاناتها وخطاباتها وماتحشد له وتعد، لكن ماذا عن نسب النجاح ولاسيما أن الأميركي قد حصدت جيوبه الأموال وهو الهدف الاستراتيجي من كل هذا ” الصراخ وارتفاع الصوت ” في الرياض، وهو الذي أعلن بوضوح ( أي الأميركي) أن بلاده لن تحارب نيابة عن أحد، حتى الإسرائيليين أنفسهم وكتّابهم بدؤوا الحديث عن جدية واستمرارية ترامب في منصبه، إذ تحدث الكاتب المعروف تسيفي برئيل في صحيفة هآرتس لجهة تأرجح كرسيي نتنياهو وترامب وأن الأخير لايحمل المصداقية في شعاراته التجارية.
ربما لن تلق دعوة الأمين العام آذاناً صاغية لدى المملكة لجهة الحوار مع إيران، فعندما ترسم لغة المال مسارات السياسة وتشتري المواقف، والأهم أن الموجه لتحركات المال يمضي مسرعاً من دون رؤى سياسية عميقة ترقب المآلات والنهايات، فأعلم أن العواقب كارثية والجنون سيد الموقف.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/05/28