أحمد الزمامي

ركيزة الاقتصاد والخطط الخمسية والرؤى المستقبلية والدراسات البحثية… الأرقام! وكلما كانت الأرقام دقيقة كان التحليل والاستنتاج المتوقّع منها أدق. لذا تهتم الدول بإنشاء مراكز وهيئات إحصاء تُعنى بالمسوح الميدانية واستطلاع الآراء وترجمة الواقع إلى لغة يمكن قياسها. برقم تستطيع قياسه إما (أكبر) أو (أصغر) من توقعاتك.

لذا حظيت "مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات" في السعودية بالاهتمام البالغ من قبل القيادة -حفظها الله- وذلك بتحويلها إلى هيئة الإحصاء التي أعطتها دفعة للتغير والتطوير بشكل متسارع وملحوظ في أداء عملها. وليس المقال خندقا لنركم فيها أخطاء الهيئة ولكنه مقال أرفع فيه تساؤلاتي للهيئة.

حسب التقارير الرسمية التي أصدرتها هيئة الإحصاء فإن عدد السعوديين بلغ عام 2013م 19 مليونا و 838 ألفا. وزاد عدد السعوديين في عام 2014م ليصل 20 مليونا و 702 ألف، ثم زاد مرة أخرى في عام 2015م ليصل 20 مليونا و 774 ألفا. وحتى الآن يبدو الأمر طبعيا. حتى صدرت إحصائيات عام 2016م حيث بلغ عدد السعوديين 20 مليونا و 81 ألفا. نعم نقص عدد السعوديين خلال عام ما يقارب 800 ألف! وهو ما يعادل ضعف عدد سكان مدينة الخرج. وحتى منتصف 2017م بلغ عدد السعوديين 20 مليونا و 427 ألفا.

كل ما سبق أرقام رسمية صادرة منها، والهيئة بحسب نص النظام عند إنشائها كمصلحة نصّ في مادتها الثانية "أن المصلحة تعتبر المرجع الإحصائي الرسمي والوحيد في المملكة" وفي مادته الرابعة نصّ على "أن الجهات الحكومية عليها تزويد المصلحة بكافة البيانات". وتغير تعداد السكان السعوديين بهذا الفارق الكبير خلال سنوات بسيطة يحتاج إلى توضيح وتفسير الأخوة من هيئة الإحصاء. وهذه ليست المرة الأولى التي أواجه مثل هذه الفروقات بتقارير الهيئة فسبق وأن كتبت مقالا بعنوان "فقدان مليون طالب في المرحلة الابتدائية" كان محور المقال يدور عن تضارب التقارير الصادرة من وزارة التعليم وهيئة الإحصاء فوجدت أن الفرق بين الإحصائيتين مليون طالب في المرحلة الابتدائية فقط، فهل أخطأت فهم وقراءة أرقامكم؟ هل تغيرت طريقة الإحصاء ما بين الأعوام التي سبق 2015م و ما بعدها؟ هل الطريقة التي اتّبعتها الهيئة في العامين الأخيرين كانت أكثر دقة لذلك تقلّص عدد السعوديين ليعطي الصورة الحقيقية؟

وسيكون من المفيد حقا أن نجد تجاوب هيئة الإحصاء وتوضيح مثل هذه المسألة؛ لأن الكثير سيعتمد على ما تُصدره الهيئة من إحصائيات وستستخدم في دراسات الجدوى وتُبنى عليها الخطط المستقبلية ويهمنا أن تكون الأرقام صحيحة ودقيقة. ولحين رد هيئة الإحصاء على مقالي وتساؤلي لهذا اليوم.. آخر كلام كم عددنا يا هيئة الإحصاء؟

صحيفة الرياض