ألاعيب!!
طلال القشقري
لبعض عُمّال البناء الوافدين ألاعيب مُلتوية، تشبه مشية الثعبان الزاحفة على رمال الصحراء، وتنطلي على المواطنين، إلّا من أوتي الفطنة، أو لُدِغَ من جُحر الألاعيب مرّة، فَوَقَاهُ إيمانُه من اللدغ من نفس الجُحر مرّةً ثانية!.
من هذه الألاعيب:
أن يخبرك العامل قبل التعاقد معه أنّه نفّذ نفس العمل في بيت فُلان، ويذكر شخصية مشهورة لتشجيعك على قبول عرض سعره، الذي هو بالطبع فاحش الغلاء!.
وإذا اتّفقْتَ مع عاملٍ على تنفيذ عملٍ ما، ثمّ تغيّب عن العمل لفترة، فسيُبرّر ذلك بأنّ لديه مشكلة مع كفيله، ولا يستطيع سوى الامتثال له كي لا يُرحّله لبلده، وكان مُضطرًّا لتفضيل الكفيل عليك مؤقّتًا، وهو في الواقع كان مُستغرِقًا في عملٍ آخرٍ يجني منه أرباحًا أخرى، ولا علاقة لكفيله الغافل بذلك، وربّما كان الكفيل مسافرًا أو مريضًا أو انتقل لرحمة ربّه!.
وإذا أحضر العاملُ عاملًا آخر، وزعم أنه مساعده، وتركه يعمل لوحده، فاعلم أنّه عاملٌ من الباطن، وهذا تكريس لثقافة المقاولة من الباطن، التي تعجّ بها سوق بنائنا وبعض مشروعاتنا الحكومية بلا ضابط، فتتعاقد مع عاملٍ على عملٍ بسعر مليون ريال مثلًا، فيتعاقد هو مع ثانٍ على سعر ٧٠٠ ألف ريال، ويتعاقد الثاني مع ثالث على سعر ٥٠٠ ألف ريال، وهلمّ جرّا، ولا تسأل عن ضعف جودة الأعمال بسبب ذلك!.
وأيضًا، إذا أحضر لك العاملُ عاملًا آخرًا لتنفيذ عملٍ غير الذي ينفِّذه هو وأوصى به لكفاءته، فاعلم أنه اتّفق معه على عمولة مالية، إن وافقْتَ عليه، ولهذا أقترح عليك أن تمكر بهما وتخسف بالسعر الأرض حتى ترى الاستذكاء لديهما قد تحوّل لغيظ وحيْرة وغباء!.
تُرى: متى نرى عُمّال البناء السعوديين؟ لكن رجاءً: بلا ألاعيب!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/06/01