فلول الدواعش وأمن الخليج
مصطفى الصراف
الكويت دار السلام على مر التاريخ، فالكويتيون لم يشنوا حرباً على أحد، ليس جبناً، ولكن لأنهم يؤمنون بالسلم والسلام، وقد انتصروا في جميع حروبهم الدفاعية تاريخياً، كدليل على شجاعتهم وإقدامهم. وهم يتمنون الخير لشعوب العالم أجمع، لذلك فتحوا أبوابهم مشرعة واحتضنوا مختلف الجنسيات وسهروا على تأمين العيش الكريم والأمان لهم، وقد كرّسوا هذا المفهوم في المادة 68 من الدستور «يعلن الأمير الحرب الدفاعية بمرسوم. أما الحرب الهجومية، فمحرمة».
وكان لهذا المبدأ وللسياسة الحكيمة لقادتها الأثر البالغ لدى دول العالم، وما زال هذا هو نهجها. فعلى الرغم من الأجواء الملتهبة بالحروب من حولنا، سواء كانت حروباً مسلحة أو حروباً إعلامية، فإن الكويت نأت بنفسها أن تكون طرفاً فيها. ولذلك، دائماً هي من يكون رسول السلام في المنطقة العربية أو العالمية. ولكن المؤسف، أن طيور الظلام تحاول أن تستغل صفو سمائها لتقوم بالتحليق فيها، لقد رأيت بأم عيني وأنا موجود في تركيا مؤخراً فلول داعش الهاربين من أرض المعارك في العراق وسوريا من أبناء دول مجلس التعاون، وهم يتهيأون للعودة إلى بلدانهم، وليست الكويت مستثناة من مقاصدهم، سيدخلونها وسيكونون خلايا نائمة تفيق حيث يطلب منها، وربما ستحفر تحت الأرض أنفاقاً يعيشون ويجتمعون فيها، فهل يا ترى الأجهزة الأمنية على درجة من الكفاءة واليقظة لرصد هذه الفلول الداعشية ولرصد البيئات الحاضنة لها، أم أننا سنفاجأ بها تخرج من جحورها فجأة لتفجر وتتظاهر وتجتاح البلاد الفوضى وانتشار السلاح لتعكير صفو الأمن واستغلال أرض السلام لإقامة دولتهم. ولتحويلها إلى ساحة حرب كما فعلوا في العراق وسوريا ليعلنوا دولة أخرى لهم بعد أن طردوا من «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وربما سنراهم في ثياب أخرى وهيئة أخرى وسلاحهم سيكون أوراق الانتخابات لمجلس الأمة المقبل، حيث لا يحتاجون فيها إلى البندقية أو المتفجرات.
إن منطقة الخليج أصبحت مرشحة لحدوث اضطرابات فيها ما لم تعمل الأجهزة الأمنية على أخذ أقصى حالات الانتباه والحذر والاستعانة بأحدث الوسائل الكاشفة لتحركات هؤلاء. مع الوضع في الاعتبار أن المخابرات الصهيونية ستكون لها يد فيها، لأنها ستعمل على تغذيتها لمصلحة الأمن الإسرائيلي. التي بكل أسف يسعى البعض إلى التطبيع معها بحسن نية من دون معرفة بخداع الصهاينة وأبعاد مراميهم.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2017/06/03