جامعاتنا والاختبارات المهنية
عيسى الحليان
60 % من المهندسين السعوديين لم يستطيعوا اجتياز اختبار أساسيات الهندسة وأساسيات العمارة FE الذي أجراه مركز «قياس» والذي يهدف لفحص القدرات الهندسية والمهنية للمهندسين حديثي التخرج ويسعى لتقويم أداء المهندس وكفايته المهنية، وهذه النتيجة التي تضاف إلى مثيلاتها من اختبارات القياس المتدنية في معظم التخصصات المهنية في بلادنا تضع علامة استفهام كبرى حول طبيعة ومستوى التأهيل المهني في جامعاتنا ومعاهدنا، وفي تخصصات تعد أساسية وذات بعد أخلاقي مهنيا، ورغم هذه النتيجة في اختبار يعد أول درجات التأهيل المهني في تخصص الهندسة، فإن المهندس الذي لا يتجاوز هذا الاختبار (الاختياري) يمارس عمله المهني بشكل طبيعي، لأن الاختبار وضع بشكل اختياري لمن يرغب البحث عن مزايا إضافية عند المفاضلة والترشح والترقيات وغيرها، لكن عدم اجتيازه مثل هذا الاختبار الذي يعد اختبار أساسيات في تخصصه لا يمنعه من مزاولة المهنة أو سحب الترخيص مهما كانت درجاته المهنية!
ورغم أن نظام مزاولة المهن الهندسية قد أعطي للهيئة حق الترخيص المهني إلاّ أن عدم اشتراطها لاجتياز الخريج أي نوع من الاختبارات المقننة للحصول على التراخيص وعمليات التصنيف والاكتفاء بالشهادة الجامعية هبط بمستوى المهنة، خصوصا وأنه هذه التخصصات لا تخضع لأي نوع من الاعتماد أو القياس الأكاديمي في هذه الجامعات!
فإذا كانت نتائج اختبارات المهندسين تأتي بهذه الصورة، واختبار الممرضات يشير إلى رسوب 80% في اختبارات الهيئة الصحية، والمعلمين إلى عدم تجاوز 50% منهم لاختبار القدرات الأساسية لممارسة المهنة، وعدم نجاح 70% منهم في تخصصات العلوم والرياضيات وغير ذلك من النتائج العارضة، فماذا يمكن أن نقول عن بقية تخصصات التعليم الجامعي الذي سرعان ما ينكشف مستوره عند أول اختبار مهني محايد!
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2017/06/06