غرابيب سود.. أظهر الخفايا
أحمد صالح حلبي
نجحت مجموعة قنوات mbc هذا العام في عرض العمل الدرامي المنفذ من العام الماضي والذي حمل عنوان «غرابيب سود»، وقد يكون تأجيل عرض العمل عاما رغبة من المجموعة في جذب الأنظار بصورة أكبر، أو إحداث تعديلات ومونتاج لبعض اللقطات، غير أن عرضه هذا العام عبر قناة mbc الأولى جاء في توقيت مناسب ناقلا أحداثا ساخنة شهدتها المنطقة العربية والعالم، من خلال ممارسات يرتكبها التنظيم الإرهابي باسم الدين، وأوضح الكيفية التي يتم من خلالها جذب الشباب والفتيات وتجنيدهم للقيام بالأعمال الإرهابية والتي تتنافى كليا مع مبادئ وأسس الإسلام.
وحاكى المسلسل عبر حلقاته التي عرضت حتى الآن قصة بروز «داعش» كتنظيم إرهابي يتخذ من الإسلام شعارا، موضحا كيفية تواجده في كل من العراق وسوريا، وإن كانت هناك جرائم مرتكبة أوضحها المسلسل، فإن هناك جرائم أخرى لم تعرض بعد وقد تأتي في الحلقات القادمة.
وما يهمنا في العمل ليس ما حققه من نجاحات في عدد مشاهديه، بل قدرته على إيصال رسائل تفضح التنظيم، وتدعو الشباب والفتيات للحذر من مثل هذه التنظيمات، إضافة إلى أسلوبه في تحريك الإحساس لدى الأسر لتستفيق من غفلتها وبعدها عن أبنائها، وتسعى لمتابعتهم.
وإن كان البعض يرى أن المسلسل لم يتطرق للكثير من الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية، كجريمة إعدام 13 فتى في مدينة الموصل العراقية لمجرد أنهم شاهدوا مباراة لكرة القدم بالتلفزيون، وذلك بدعوى أن مشاهدة مثل هذه المباريات «محرمة شرعا»، وتم إعدام الفتيان رميا بالرصاص ولم يستطع ذووهم سحب جثامينهم خوفا على حياة عائلاتهم.
وحادثة إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وإعلان تنظيم داعش إحراقه من خلال بثه لشريط فيديو تناقلته مواقع متطرفة على شبكة الانترنت، تظهر الطيار وقد ارتدى لباسا برتقاليا، ووضع في قفص حديدي اندلعت فيه النيران.
وحتى الآن لم تتطرق أحداث المسلسل لقضايا خطف النساء والاتجار بهن، والتي شكلت واحدة من أكثر جرائم داعش بحق الإنسانية، حيث سجل قيام التنظيم باختطاف مجموعة كبيرة من النساء والفتيات وبيعهن، فيما تم تزويج أخريات عنوة لأعضاء التنظيم، وحولت أخريات إلى أداة متعة لهم. هذا وذاع صيت الدواعش كمعذبي النساء ومغتصبيهن، الأمر الذي دفع الكثيرات منهن إلى الانتحار.
وإن كان المسلسل تناول بنسبة بسيطة قضية الاتجار بالأعضاء البشرية، إلا أنه لم يتناول حتى الآن عمليات الاتجار بالأعضاء البشرية في السوق السوداء العالمية.
كما أن العمل لم يعرض حتى الآن الجرائم التي ارتكبتها داعش بحق المسجد النبوي الشريف من خلال العملية الانتحارية التي نفذت يوم 29 رمضان 1437، وقت أذان صلاة المغرب في موقف سيارات تابع لمركز قوات الطوارئ بجوار الحرم النبوي في المدينة المنورة، إضافة إلى الجرائم المرتكبة بحق بيوت الله في المملكة العربية السعودية بهدف إثارة الفتنة بين السنة والشيعة، وقتل عدد من رجال الأمن على أيدي أقاربهم.
وأملنا أن تسعى مجموعة mbc لترجمة العمل لعدة لغات خاصة الإنجليزية، وتسعى لعرضه عبر إحدى قنواتها الإنجليزية ليدرك المشاهد الأجنبي ما تعانيه الدول الإسلامية من مخاطر هذا التنظيم.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/06/09