من مغرم المرور.. مُثقلون !!
طلال القشقري
مواطنٌ.. أراني الشارعَ الذي يسكن فيه، بِحي الصفا شرق جدّة، وهو شارع فرعي باتجاهيْن، بينهما جزيرة من الرصيف!.
ومساكن الشارع عمائر قديمة، وليس لها أدوار سُفلية تُستخدم كمواقف للسيّارات، ومع ازدياد الكثافة السٌكّانية اضطرّ السُكّان لإيقاف سيّاراتهم بجانب الجزيرة كما بجانب عمائرهم، وساعدهم على ذلك كفاية المسافة المُتبقية من عرض الشارع لمرور السيّارات الأخرى، ولم يكن لهم بديل فالمواقف الخالية الأخرى تبعد عشرات الأمتار عنهم، وتحديدًا في الشوارع الرئيسة المجاورة لهم والضاجّة بالحركة المرورية، وفيهم مُسِنُّون وأطفال ونساء لا يطيقون المشي لهذه الأخيرة!.
وقد تفاهم السُكّان على ذلك لفترة طويلة، دون أيّ مشكلة، حتى بدأت إدارة المرور مؤخرًا في تصوير لوحات سيّاراتهم الواقفة بجانب الجزيرة وتغريمهم، وهطلت الغرامات عليهم كالمطر، وبالجُملة لا المُفرّق، لدرجة أنّ إشعاراتها تأتي لجوّالات الأب وأبنائه الساكنين معًا في نفس الوقت وكُلٍّ لسيارته وهم نائمون!.
أنا هنا لا ألتمس إعفاء السُكّان من غرامة إيقاف السيّارة بجانب الجزيرة، بل أُشِير إلى كونهم غير مذنبين، وإن كان هناك مذنب فهي الأمانة التي لم تُخطّط الشارع جيدًا ليشتمل علي كافّة الخدمات بما في ذلك المواقف الكافية، وإدارة المرور صارت تتصرّف في الآونة الأخيرة كجابية للأموال لا كجهة مسؤولة عن تنظيم السير بدون تغريم «عالطالع والنازل»، اللهم إلّا إذا كان التغريم غاية لا وسيلة، وهي لا تُمارس صلاحيتها مع الأمانة لحلّ كثير من عيوب الشوارع التي تُرغِم الناس على المخالفات المرورية، كما أنّ إيقاف السيارات بجانب جزر الشوارع الفرعية مسموحًا به في دول كثيرة طالما لا يُعيق المرور!.
وهكذا وقع السُكّان بين مطرقة عدم تحسين الأمانة لشوارعهم، وسندان إدارة المرور الجابية لأموالهم، وهم من مغرم المرور.. مُثقلون، ويا أمان المُغرَّمِين!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/06/15