جودة الكتابات تكمن في أربع مهارات
أحمد عبدالرحمن العرفج
دَائِمًا نَسمع البَعض يَقول: «فُلانٌ مُبدع»، ولَكن هَل سَألنا أَنفسنَا: مَا هِي المَهَارَات التي يَجب عَلى الإنسَان أَنْ يَتعلَّمها، ليَكونَ مُبدعًا فِي حَقله..؟!
لَن أُطيل، بَل سأَستعين بأَحَد المُتخصِّصين، وهو البَاحِث الأُردني الدّكتور «رعد مصطفى خصاونة»، حَيثُ يَشرَح فِي كِتَابهِ: «أُسس تَعليم الكِتَابَة الإبدَاعيَّة»، أَهم المَهَارَات اللَّازِمَة لمُمَارسة الكِتَابَة الإبدَاعيَّة، عَلى النَّحو التَّالي:
أوّلاً: الأصَالة Originality : وهِي القُدرَة عَلَى إنتَاج استجَابَات غَير مُبَاشِرَة وأَفكَار شَائِعَة، ذَات ارتبَاطَات بَعيدَة بالمَوقف المُثير، وهي فِي نَفس الوَقت مَقبولَة ومُنَاسِبَة، فالأَصَالة تُشير إلَى مَدَى غَرَابة الاستجَابة أَو الإنتَاج، وهَل السلُوك أَو الإنتَاج غَير عَادي وغَير مُتوقَّع مِن شَخصٍ فِي هَذا العُمر، وفِي هَذا الظَّرف؟. والمُؤشِّرات السّلوكيَّة الدَّالة عَلى الكِتَابَة الإبدَاعيَّة -فِي مَهَارَات الأَصَالَة- هي: إِعَادة صيَاغة النَّص -أَو بَعضٍ مِنه- بقَوالبٍ أَدبيَّة جَديدَة.. تَقديم حلُول غَير مَألوفَة لمُشكلةٍ مَا.. تَوقُّع نَتَائِج.. تَقديم آرَاء.. وإعطَاء أَفكَار غَير مَألوفة لمَعنَى مَطروق..!
ثَانيًا: الطَّلَاقَة Fluency : وهِي القُدرَة عَلى سُرعة إنتَاج أَكبَر عَددٍ مُمكن مِن الأفكَار، وهَذا يَستَلزم تَوافُر المَعلومَات لَدَى المُتعلِّم، والعَمَل فِي أَجوَاء مُنَاسِبَة. والمُؤشِّرات السّلوكيَّة الدَّالَة عَلى الكِتَابة الإبدَاعية -فِي الطَّلَاقة- هي: تَدعيم الفِكرَة أَو الرَّأي بالشَّاهد اللُّغوي المُنَاسب.. تَحديد جَوانب القوَّة والضَّعف، مِن حَيثُ الشَّكل والمَضمُون.. تَوظيف التَّصوير اللُّغوَي فِي المَكتوب.. إبدَاء الرَّأي حَول أَفكَارٍ مَطروقَة..!
ثَالِثًا: المرونَة Flexibility : وهي القُدرَة عَلى إنتَاج أَفكَار مُتنوِّعَة والتَّغيير فِي الاتّجَاهَات، وتَوليد وجهات مُتعدِّدة. والمُؤشّرات السّلوكيَّة الدَّالَة عَلى الكِتَابَة الإبدَاعيَّة -فِي المرونَة- هي: تَقديم حلُول، واقترَاح بدَائل وإجرَاءَات، لمَواقف كِتَابيَّة مُتعدِّدة.. تَرتيب أَفكَار النَّص بطَريقةٍ مُغَايرَة.. إعطَاء عَناوين مُفيدة ومُبتكَرة.. وعَرض المُحتوَى الكِتَابي بأسلُوب جَديد..!
رَابِعًا: التَّوسُّع Elaboration : وهو البِنَاء عَلى المَعلومَات القَديمَة، والامتدَاد فِي اتّجاهات جَديدة فِي المَوضوع، والقُدرَة عَلى إنتَاج تَضمينَات وعَلَاقَات وتَنظيمَات، وإدخَالها فِي عَلَاقات جَديدَة، وإعَادة التَّنظيم، وإضَافة شَيء جَديد. والمُؤشِّرات السّلوكيَّة الدَّالَة عَلَى الكِتَابَة الإبدَاعيَّة -فِي التَّوسُّع- هي: تَولُّد فِكرة جَديدَة ذَات صِلَة وعَلَاقة بفِكرةٍ مَطروقة.. اقترَاح حلُول لمُشكلة مَا.. أَو تَقديم بَدَائِل مُقتَرَحَة حَول القَضيَّة لمَوضوع الإنتَاج الكِتَابي..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: اقرَأوا ثُمَّ اقرَأوا ثُمَّ تَأمَّلوا.. ثُمَّ عَلِّقُوا..!!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/06/21