سورية: إلى أين ستصل الأفعال وردود الأفعال العسكرية في كل جبهات الحرب..
علي الدربولي
إطلاق صواريخ أرض-أرض إيرانية على مواقع داعش في “دير الزور” السورية.
-بيان لقوات حرس الثورة الإيراني أنه تم استهداف «مقر قيادة ومركز تجمع وإسناد للإرهابيين التكفيريين في منطقة دير الزور، بهدف معاقبتهم… إثر الجريمة التي قاموا بها في 7 حزيران في طهران»، مبيّناً أنه «تم إطلاق صواريخ أرض ــ أرض من القواعد الصاروخية (للحرس) في محافظات كرمان شاه وكردستان (غرب إيران)». في السياق نفسه، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري، أنه «في حال لم تغيّر أميركا نهجها، فسنرغمها على ذلك»
إسقاط طائرة سورية من قبل دول التحالف الأميركي، وهي في مهمة قصف لمواقع وأرتال داعش الخارجة من الرقة.
-يفيد ذلك أن أميركا توحي للوهلة الأولى بأنها ستغير قواعد الاشتباك، تجاوزا لخطوط حمر، مركزها مثلت موقع التنف، البوابة إلى العراق والبوابة إلى الأردن وعبره إلى السعودية وإلى سورية قبل أي اتجاه؟ تلك الخطوط التف عليها الجيش العربي السوري وحلفاؤه، ومضوا قدما كانسين (داعش) أمامهم باتجاه الحدود السورية العراقية. ما هو جدير بالذكر: هو تحقيق التواصل المباشر صباح أول من أمس بين وحدات من الجيش العراقي وقوات من الحشد الشعبي مع القوات السورية، التي تمركزت في الجهة المقابلة للنقطة التي وصلها الجيش العربي السوري قبل سبعة أيام، وتقع على بُعد 50 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من معبر التنف السوري. في هذا السياق صدرت مواقف سياسية عن الجانبين السوري والروسي:
القيادة العامة للجيش العربي السوري:” إن هذا الاعتداء السافر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك حقيقة الموقف الأمريكي الداعم للإرهاب”
الخارجية الروسية: “موسكو تحذر واشنطن مجددا من استخدام القوة العسكرية ضد الجيش السوري”
ما تقدم من حقائق على الأرض وفي السياسة أريد وضعها على طاولة جولة جديدة من المفاوضات السورية تبدأ بتاريخ العاشر من تموز المقبل في جنيف، بحسب مكتب المبعوث الدولي “دي مستورا”
فهل يكتفى بما حصل حتى الآن، من تجاوز خطوط حمراء في الميدان وفي السياسة؟ وهل اعتدلت كفتا ميزان التفاهمات بين روسيا وحلفائها، وأميركا وحلفائها، أو أريد للكفة أن تكون كذلك تمهيدا لإنجاز تقدم ما في مفاوضات جنيف؟
مؤشر:
في جبهة درعا من الحرب على سورية، أعلنت القيادة العامة للجيش في سورية وقف العمليات العسكرية لمدة /48/ ساعة بدءا من 17/6 تفعيلا للمصالحة الوطنية. الملفت للنظر هنا، هو الطلب أميركي، متزامن، إلى المجموعات المسلحة في تلك الجبهة، التوقف عن الأعمال العسكرية، تأمينا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأحياء المحاصرة. هذا هو ظاهر الطلب، لكن حقيقته ربما تشي بأن هنالك رغبة، أو حذر أميركي، ترجحه رؤية أردنية لحقيقة تطورات الوضع العسكري على هذه الجبهة، والمخاطر الأمنية الكبيرة التي ربما ستصيب الأردن في مقتل، ربما يتحول بعده، مع الزمن، إلى وطن بديل للفلسطينيين طبقا لرؤية إسرائيلية راجحة لحل القضية الفلسطينية؟! سيما وفي منحى آخر، نجد أن الجيش العربي السوري قد حشد قوى كافية لاجتياح عسكري لمدينة “درعا”، منطلق الحرب على سورية، حتى استعادتها إلى حضن الوطن.
الثابت:
هو القرار الاستراتيجي الذي اتخذته القيادة السورية بخصوص الاستمرار في الحرب على الإرهاب وعلى ما هو على شاكلته فوق الأرض السورية، حتى تعود وحدة الأرض والشعب إلى الحال التي كانت عليها قبل بدء الأزمة في سورية. هذا ما تدعمه قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وهذا ما يؤكد عليه في كل مناسبة الحليف الروسي ومن معه من دول فاعلة، خاصة في مجموعة دول “بريكس″
أمن دمشق:
أثناء كتابة هذا المقال في دمشق، سقطت أكثر من خمسة عشر قذيفة صاروخية على أحياء” الكباس والدويلعة وكشكول” راح ضحية ذلك شهداء وجرحى، بحسب وسائل إعلام وطنية.
لا يزال أمن دمشق هدفا (أميركيا سعوديا إسرائيليا) وكالة من قبل أدوات السعودية و(إسرائيل)، وأصالة، في حال الضرورة، من قبل أميركا، ولا يكون ذلك إلا في حالة الحد الأقصى من الجنون التجاري-الأمني (الترامبي)، وستكون ترجمة ذلك مزيدا من جباية الأموال من دول الخليج، وبالنسبة لـ(إسرائيل) توفير المزيد لها من العناصر الأمنية الجديدة تحصينا لوجودها من أي تهديد يأتيها من الشمال: سورية وحلفاؤها المقاومون، ولزمن طويل، بعد عودة الأمن والاستقرار إلى ربوع الدولة السورية.
خلاصة:
كل ما تقدم، وما سيضاف إليه من أفعال وردود أفعال على جانبي الصراع في الوقت المتبقي لانعقاد جلسات جنيف بعد عيد الفطر بنصف شهر تقريبا. كل ما تقدم ينبي بأن هنالك رغبة قوية لدى جميع الأطراف في عدم التصعيد العسكري برغم بعض مظاهره، كإسقاط الطائرة السورية في أجواء الرقة من قبل أميركا، والصواريخ الإيرانية المستهدفة لبؤر الإرهاب (الداعشي) في دير الزور، إضافة إلى التحذير الروسي لأميركا (بملامحه الدبلوماسية الغالبة). كل ذلك لعله من أهم العلامات الظاهرة من مجمل علامات التوازن المخفية والظاهرة، والتي عملت كما أرى على:
-إرجاء مباحثات “أستانا” (الأمنية) في معظمها، والتي كان منويا عقدها في أوائل هذا الشهر.!
-تحديد تاريخ مفاوضات جديدة، ذات بعد سياسي في جنيف في العاشر من هذا الشهر.
من سيحضر؟:
الأطراف الأصلية معروفة، لكن اللافت هو دعوة تركيا كلا من أميركا والسعودية لحضور مفاوضات الحل السياسي في سورية. هل هذا من عنديات الرئيس التركي “أردوغان” صاحب الدعوة، أم أن وراء الدعوة ما وراءها، خاصة ونحن نعلم تلك العلاقة غير المنقطعة لتركيا مع كل من روسيا الاتحادية وإيران. ما علينا سوى الانتظار، مع قناعتنا بحصول بعض التوافق على مفاصل رئيسة من أساسيات الحل السياسي في سورية. ربما مفاوضات جنيف المقبلة ستسفر عن بعضها؟
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/06/21