دعوني أفهم ولا تجبروني على التضحية!
عبدالله المزهر
واستكمالا لما قيل بالأمس عن «الألعاب النارية» وكيفية دخولها وتهريبها بهذه الكميات المهولة ووصولها إلى كافة الأسواق في كافة مناطق المملكة دون تمييز ولا انحياز لمنطقة دون أخرى بطريقة تحسد عليها. والتي نتمنى أن يستفيد المسؤولون عن الخدمات من القائمين على تهريب وتوزيع هذه المفرقعات ويتعلمون منهم الآلية التي يستخدمونها في الوصول إلى كافة المواطنين.
والمشكلة الأخرى التي أجد صعوبة في فهمها واستيعابها شبيهة بمشكلة الألعاب النارية، فالبضائع المقلدة أيضا ما زالت لغزا عصيا على الفهم.
والمشكلة ليست في التقليد فقط، ولكن في أن كثيرا من هذه الأشياء ضارة وخطيرة جدا من الناحية الصحية ومن ناحية السلامة والتسبب في وقوع الكوارث والحرائق. ولكنها مع ذلك تباع بأريحية والدكاكين التي تبيعها تنتشر في كل مكان لدرجة أنها قد تنافس الصيدليات في الانتشار غير المبرر وغير المفهوم.
ولأني بطيء الفهم والاستيعاب ـ كما تعلمون ـ فإني لا أعلم من الذي يفترض أن أتوجه إليه بأسئلتي هذه، هل هي البلديات أم الجمارك أم وزارة التجارة أم الاتحاد الدولي لكرة القدم.
من الذي يستوردها ومن الذي يوزعها وهل هذه الأشياء يسمح ببيعها فعلا، أم إنها ممنوعة وكل هذه الكميات موجودة رغم أنف القانون؟
من الذي يفترض أن يحاسب ـ بفتح السين ـ ومن الذي يفترض أن يحاسب ـ بكسر السين ـ؟
كل ما أحتاجه هو الفهم فقط، ولن يتغير أي شيء بعد أن أفهم كل ما في الأمر أن للمعرفة لذة وأنا لست طماعا وأحلامي متواضعة وسأشعر فعلا بمتعة حين أفهم هذا الأمر البسيط.
وعلى أي حال..
عدم الفهم ليس أمرا سيئا، وقد يكون إيجابيا ويدفعني للتضحية والدخول في هذا المجال وإنشاء محل صغير أبيع فيه ما لذ وطاب من هذه المواد الرخيصة الضارة ذات الربح الوفير، ولأني أعرف حظي جيدا فإني واثق أن كل الجهات حتى التي لا علاقة لها بالأمر ستتصدى لي وتمنعني وتغلق جميع المحلات المشابهة.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/06/30