أحمد أسعد خليل

صيفنا حار مثله مثل كل عام، مهما تذمرنا منه فقد اعتدناه وليس بجديد ونحن مستعدون له وتأقلمنا معه، ولا يمكننا أن نعيش بدونه، تكيفت معيشتنا به، في منازلنا وسياراتنا وأعمالنا وحتى في علاقاتنا الاجتماعية والأسرية، فهو جزء كبير ومهم بها، في الصيف ناس تسافر بحثًا عن أجواء باردة أو معتدلة وفي الشتاء ناس تسافر تبحث عن أجواء أكثر برودة أو اعتدالًا، ولكن حال الكثيرين منا مواصلة حياتهم في الصيف والشتاء وتحسن التعامل مع هذه الاجواء بتدبر وتعقل بل وتستغل أوقاتها بما يحقق لهم أهدافهم وغاياتهم.

إجازة مدرسية طويله أربعة أشهر تقريبًا وكثير من أبنائنا لا يحسنون استغلالها أو التصرف بها ويقضونها إما في سهر طويل وأما في نوم أكثر لا يجنون منها أكثر من ذلك، ونحن في مقاعد المشاهدين فقط والمستسلمين لهم ولرغباتهم إلا القليل منا الذين خططوا لأبنائهم في استثمار هذه الإجازة وأحسنوا في التعامل معها من خلال إشغال أبنائهم في ما يعود لهم بالنفع من خلال إلحاقهم في برامج تدريبية مختلفة أو حتى إلحاقهم في بعض الأعمال التطوعية أو حتى من خلال الأعمال التي يحققون منها دخلًا ماديًا واكتساب خبرات جديدة ومفيدة.

لأولياء الأمور مسؤولية كبيرة بالقيام بواجباتهم تجاه أبنائهم، والإجازة واحدة منها والفرص أمامهم كثيرة ومتنوعة ويجب استغلالها بشكل مثمر وفعال، ويأتي هذا من الحرص على مستقبلهم وعدم إهدار الفرصة والاستسلام لرغبة الأبناء في قضاء الإجازة في الراحة والانشغال بما هو ليس مفيدًا ولا يحقق أي عائد سواء لهم أو لأسرتهم.

إن إشغال الأبناء والتخطيط لهم في هذه الفترة بما هو مفيد سوف يوفر لهم استغلال طاقاتهم وصرفها بما يعود لهم بالنفع والقضاء على إهدار الوقت في التسكع بالشوارع والمقاهي والأسواق والسهر أو النوم والفراغ الذي قد يشغلهم في أمور لا تحمد عقباها ولا نتائجها، ونحن المسؤولون عنها مهما كانت الأسباب والظروف التي نعلق عليها أخطاءنا وتقصيرنا نحو أبنائنا.

الصيف حار جدًا ولا يمكن أن نغفل عنه إلا بحلاوة العمل والانشغال عنه واستغلال الوقت بالمفيد والفرص المثمرة حولنا كثيرة فأحسنوا الاختيار وخططوا من الآن للصيف والإجازة المقبلة وتمسكوا جيدًا بدوركم نحو أبنائكم فسوف تسألون عن ذلك أمام الله وأمام وطنكم ومجتمعكم.
 
صحيفة المدينة