إغلاق القدس
مازن عبدالرزاق بليلة
وقف زعماء العالم الإسلامي، موقفا موحدا، وصلبا، وإيجابيا، تجاه المحاولة الفاشلة من السلطات الإسرائيلية المحتلة، لإغلاق الحرم القدسي الشريف في وجه المصلين من أبناء فلسطين، ولكل زوار القدس من المسلمين الذين لديهم قدرة الوصول إلى هناك، مما يعطي شعورا بالاطمئنان، إلى موقف الدول الإسلامية التاريخي والعريق تجاه المقدسات الإسلامية في القدس، ويعطي بالمقابل القلق والإحباط عند إسرائيل، التي لم تستطع كل سنوات الاحتلال لعقود أن تمحي غيرة ومحبة وشغف المسلمين بمقدساتهم.
إغلاق المسجد الأقصى، جاء على خلفية حجج واهية، وهي صدام بين بعض الجنود الإسرائيليين وبعض الفلسطينيين من غزة والضفة، قتل فيه المهاجمون الثلاثة الذين التجأوا إلى المسجد، وكلها حجج واهية لأن هذا الصراع قديم، ومتكرر ولا علاقة له من قريب أو بعيد، بالمحافظة على قدسية المسجد الأقصى، وتمكين المسلمين من الصلاة فيه، لأن المعاهدات الدولية تستثني كل دور العبادة من الصراعات السياسية والعسكرية.
هناك تعهدات ومواثيق من الأمم المتحدة بعدم المساس بالوضع الديني للحرم القدسي الشريف، ويعتبر إغلاق المسجد الأقصى، الثاني منذ احتلال إسرائيل لفلسطين في العام 1948، إذ أغلقت سلطات الاحتلال الصهيوني الحرم القدسي عام 1969 عقب حريق متعمَّد نفذه أحد المتطرفين الإسرائيليين.
يعتبر وضع البوابات الإلكترونية اليوم لتقييد حركة المصلين في الدخول والخروج من الصلاة إيذاءً غير مبرر، ومرفوض دوليا، والدور الاستبسالي الذي يقوم به الفلسطينيون من اعتصام يومي أمام القدس الشريف يعتبر استثنائيا، لما له من تأثير، فالتضحيات الكبيرة التي يقومون بها جعلت الحكومة الإسرائيلية تتراجع عن كثير من خططها لعزل المسجد الأقصى أو التلاعب في معالمه، ويجب أن تستجيب لضغوط الفلسطينيين بإزالتها.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
ماذا تساوى الحياة، عندما تفقد الشجاعة، لتعمل شيئا مميزا فيها.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/07/22