صناعة السيارات: الثورة القادمة!
سالم بن أحمد سحاب
أقيم في يوم السبت 15 يوليو الاجتماع الصيفيّ لرابطة حكَّام الولايات للعام 2017. ومن ضمن فقرات برنامج الاجتماع، قدّم السيد إيلون ماسك (الخبير في صناعة السيارات ومستقبلها) تنبؤاتٍ جريئةً عن مستقبل النقل الخاص باعتبار أن النقل بصفة عامة هو أحد أكثر القضايا تعقيداً وتشابكاً في معظم الولايات الأمريكية.
وقال إيلون خلال الاجتماع (في غضون 10 أعوام، سيقتصر نصف الإنتاج على السيارات الكهربائية، وأعتقد أن جُلّ السيارات المصنعة ستكون ذاتية القيادة.)
وفي الوقت نفسه يرى أن ذلك لا يعني أن هذه المركبات ستشكل الأكثرية على الطريق في وقت قريب، إذ إن الإنتاج الجديد لا يشكل حالياً سوى 5% من حجم أسطول المركبات الجديدة، ولذلك لا بد من مرور بعض الوقت لاستبدال الجديد بالقديم. الخلاصة أنه يتوقع تحول معظم المركبات إلى كهربائية وذاتية القيادة تمامًا خلال عقدين من الزمن.
لكن ماذا يعني ذلك بالنسبة لنا في المملكة؟ أولاً نحن جزء من العالم، نتأثر به كثيراً ويتأثر بنا قليلاً. وثورة صناعة السيارات في المستقبل لن تسمح لنا إلاّ بهامش ضعيف من المناورة، تماماً كما حدث مع (دشوش استقبال القنوات الفضائية)، وكذلك جوالات الكاميرا التي حاولنا منعها والتصدي لها حتى بفتاوى تحرِّمها، ولكن دون جدوى، فما تدفعه المصانع لا يمكن أن تتصدى له هذه المحاولات التقليدية من الموانع. وأحسب أن جوالات الكاميرا تقدم نموذجاً للتسرع في إصدار فتاوى لا تعايش الواقع ولا تقدم أي بدائل.
ولا خلاف على أن انتشار السيارات ذاتية القيادة سيسمح للنساء تحديداً امتلاك ما حُرمن منه طويلاً، مع توفير في تكاليف استقدام سائقين أجانب فضلاً عن تقلص نسبة الحوادث التي يمكن أن تكون منفذاً لارتكاب (الغلط) ضدهن.
بقي سؤال البنية التحتية في شوارعنا وطرقاتنا! هل هي في حاجة إلى تطوير أو تحديث لتواكب النقلة المرورية الكبرى القادمة، أم أنها جاهزة أصلاً كما هو حال الشوارع والطرقات في بقية أرجاء الدنيا؟
ربما ارتبطت هذه القفزة القادمة بالتقنية المطبقة نفسها، فمنها وإليها يُنسب النجاح أو الإخفاق.
كم هو مشوق ميلاد هذا المشروع المذهل!!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/07/23