هكذا وببساطة انتهت قضية قتل الاردنيين داخل السفارة!!
صابر عارف
لا أعرف كيف تم هذا ؟؟!! لكن قاتل الأردنيين وسط عمان أصبح الآن وسط تل أبيب وبامان نتياهو الذي وعده تلفونيا باستعادته لتل أبيب بسهولة ، فاستعاده حقا رغم حصار وتطويق الجيش الأردني للسفارة بإحكام!!! ورغم التهديدات الأردنية بالتصعيد ورغم مذكرة وزير الداخلية الأردني بمنع القاتل وطاقم السفارة الأمني من السفر ورغم المذكرات القضائية الأخرى، إلا أن نتنياهو حقق ما وعد وما أراد فغادر القاتل والطاقم الأمني عمان بأمان ….صدمة عميقة في الشارعين الأردني والعربي مما حدث ولكن الحقيقة هي الحقيقة، فقد ذكرت مصادر عبرية الليلة أن جميع طاقم السفارة الإسرائيلية في عمان عادوا إلى إسرائيل وبينهم الضابط الذي قتل الأردنيين. وكانت صحيفة “إسرائيل اليوم” المقربة من نتنياهو نشرت على لسان دبلوماسي إسرائيلي يعمل في الأردن أن نحو 30 موظفا إسرائيليا هناك باتوا يخشون من اقتحام القوات الأردنية للسفارة، واعتقال ضابط الأمن الذي قتل مواطنين أردنيين الليلة الماضية.
وعلى ذمة الصحيفة العبرية فأن الأمن الأردني أغلق جميع الطرقات والمداخل المؤدية إلى السفارة في حي الرابية، ومنذ الليلة الماضية لا يوجد إلا الجيش والأمن الأردني في تلك المنطقة. ومع ذلك فقد نجح طاقم السفارة وعلى رأسهم القاتل في الوصول إلى تل أبيب ليس هربا وتهريبا حتما.
اليوم الثلاثاء فقد غادر طاقم السفارة الإسرائيلية على رأسهم السفيرة عينات شلاين مبنى السفارة ليلة أمس، متوجهين إلى إسرائيل عبر معبر “النبي” بعد انتهاء الأزمة والاتفاق بين إسرائيل والأردن، حيث خضع حارس الأمن الإسرائيلي “زيو” للمساءلة فقط وليس للتحقيق كما كان المطلب الأردني في بداية الأزمة ¡¡
وأشارت المواقع الإعلامية العبرية إلى أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو شكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الجهود التي بذلها لإنهاء الأزمة مع الأردن، وقد اتصل نتنياهو أمس مع العاهل الأردني عبد الله الثاني وبحث معه الأزمة الدبلوماسية وكذلك المسجد الأقصى، وفي أعقاب ذلك قرر “الكابينيت” الإسرائيلي في ساعة متأخرة من الليل إزالة البوابات الالكترونية وكذلك الكاميرات التي جرى تركيبها قبل 3 أيام، وسيتم استبدال ذلك بمخطط امني شامل للبلدة القديمة، يعتمد على فحوصات أمنية ذكية بعيدة عن الأقصى.
هناك فرق بين الآمال والأحلام وبين الواقع المر والحقائق والمعطيات الملموسة على الأرض وحتى لا يحلم البعض منا كثيرا بان عمان.تنتصر لشقيقتها القدس وبأنها ستعود للقبلة الأولى ، وبأنهما سيصبحان في المدى المنظور ساحة مواجهة. واحدة ولكل منهما خصائها الخاصة. بها ، نقول بان ما حصل مساء الأحد الماضي في السفارة الصهيونية وسط العاصمة الأردنية عمان .وكمحصلة نهائية للتحقيقات التي لخصها أخر بيان الحادث بالقول ،، قام على أثر الخلاف أبن صاحب محل النجارة بالتهجم على الدبلوماسي الإسرائيلي لاحظ استخدام كلمة التهجم وليس الهجوم ، مما تسبب له بجروح فقام الموظف الدبلوماسي بعد ذلك بإطلاق عيارات نارية باتجاه ذلك الشخص حيث أصابه وأصاب مالك المبنى السكني الذي كان يقف بالقرب منه، حيث تم إسعافهما إلى المستشفى إلا أنهما فارقا الحياة متأثرين بإصابتهما … نقول بأن هذا الحادث لم يكن سوى عمل فردي محمود وممدوح من قبلنا ، وغالبا ما يكون ابن لحظته وكرد فعل وامتداد طبيعي لما يحصل بالقدس عشق وموطن فؤاد الأردنيين من كافة الأصول والمنابت كما يقال . وليس في سياق عمل جماعي أو جماهيري منظم ومخطط له ، غير مسموح أو متاح له على الساحة الأردنية المقيدة باتفاقيات مع العدو الصهيوني عنوانها اتفاقيات واد عربة التي جعلت من الأردن ساحة أمن وأمان للعدو الصهيوني طالما حلم وخطط له العدو لحماية ليس حدوده الأوسع والأطول فحسب وإنما وضع القيود والحدود كذلك على أي تحرك شعبي في الأردن قد يستهدف العدو الصهيوني الذي يبطش بنصف التوأم الآخر .
الحادث خلف أزمة سرعان ما انتهت بما اشرنا إليه بعد أن كان قد أصدر الأردن أمرا قضائيا ظهر أمس الاثنين يقضي بمنع مغادرة حارس أمن سفارة إسرائيل إلى تل أبيب، بعد قيامه بقتل أردنيين في مقر السفارة. لمجرد الاشتباه والشك في أحدهم !! أنه القتل الصهيوني ، وما أسهله عليهم في الأردن مستذكرين محاولة تصفية خالد مشعل وسط أهم شارع بعمان قبل سنوات قليلة من نهاية القرن المنصرم. .
لم يكن سيفعل الملك عبدالله الثاني ما فعله والده. عام ١٩٩٥م عندما أقدمت إسرائيل على محاولة تصفية خالد مشعل وسط شارع الكاردنز ، وهدد بالانسحاب من عملية السلام مع إسرائيل وبأنه سيلغي.اتفاقية وادي عربة إذا لم تسلم فورا مصل نجاة ضحيتهم والإفراج عن الأسير القائد أحمد ياسين مؤسس ورئيس حركة حماس قبل استسشهاده فيما بعد ؟ .ً
لا يوجد مايؤشر على ذلك أبدا.، فكل شيء يتم بحساب الكتروني دقيق ، بداية من بيان الأمن العام المعد بعناية دقيقة الذي صور الحادث وكأنه.عمل جنائي بين مواطنين عاديين بعيدا عن حقيقته كعمل إرهابي إجرامي من عدو لا يحترم عهدا ولا ذمة ولا اتفاقيات ولا غيرهما ،نهاية بالبيان القضائي الذي هدد باتخاذ خطوات تصعيدية لم يحدد أي شيء منها !!! . ولا يوجد هناك ما يشير إلى أي منها على الإطلاق رغم فداحة وخطورة ما حدث في عمان وما يحدث في القدس من بشاعات بحق المقدسات وبحق العباد .
تم ذلك كله بين ليلة وضحاها وزيادة على ذلك فقد شن عضو الكنيست الإسرائيلي أورن حزان، هجوما على الأردن في أعقاب قيام حارس السفارة الإسرائيلية في عمان بقتل مواطنين أردنيين ورفض إسرائيل تسليم القاتل للسلطات الأردنية.
وكتب حزان المنتمي لحزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على حسابه في “تويتر” “يبدو أن جيراننا في شرق الأردن، أولئك الذين نسقيهم الماء ونحمي لهم “خلفياتهم” في الليل والنهار، يحتاجون لإعادة تربيتهم من جديد، يبدو هذا كأنه سلام من دون لقاء”.
بصراحة ما كنت أتصور أن يكون الدم الأردني وخلفياته رخيصا إلى هذا الحد !!!!!!!!!
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/07/27