وداعا للقوات المسلحة السودانية.. وأهلا بقوات التدخل السريع إلى مقابرهم في اليمن..
إسماعيل المحاقري
لن ينته العدوان على اليمن المستمر منذ ما يقارب العامين والنصف فيما يبدو إلا بالتضحية بآخر جندي سوداني في ظل تكفل نظام البشير بتزويد وقود الحرب المشتعلة بالآلاف من جنود بلاده في أرض عرفت بمقبرة الغزاة،، بعد أن أمضى شيكا على بياض للمملكة السعودية، والنظام الإماراتي متعهدا بإيفاء التزاماته، ومتبركا ببيان أمريكي أجَّل من قضية رفع العقوبات عنه إلى أجل مسمى يتم خلاله اختبار ولائه وجدية مساهمته في حل النزاعات الخارجية حد التقرير الأمريكي الذي نشر مطلع الشهر المنصرم.
وبرغم التجربة المريرة للقوات المسلحة السودانية في السواحل الغربية وصحراء ميدي بالتحديد قبالة جيزان حيث قتل المئات من أفرادها وعدد من قياداتها على أيدي المقاتلين اليمنيين وجثث الكثير منهم المرمية في الجبال والصحاري حتى اليوم شاهدة على ذلك.. ومع تصاعد حالة السخط والتذمر في أوساط القوات السودانية المشاركة في جبهات القتال بعد أن رفض منتسبوها الانصياع لأوامر قياداتهم وخوض غمار معارك لا أفق لها ومحارق لا ناقة لهم فيها ولا جمل أعلن نظام البشير مؤخرا عن إرسال المزيد من قواته إلى اليمن للمشاركة فيما أسموها عاصفة الحزم والدفاع عن الشرعية المزعومة.
وبحسب الإعلام السوداني فإن القوات المزمع إرسالها خلال الأيام المقبلة إلى عدن هي من قوات ما تسمى التدخل السريع التي تعتبر ركيزة أساسية لما لتعزيز السلام والاستقرار كما جاء على لسان قيادات سودانية حضرت طابور سير لها جنوب دارفور قبل توجهها إلى اليمن وأبت إلا أن ترفع من معنوياتها محذرة إياها من التراخي والتخاذل كونها وحد قولهم تمثل السودان.
وإذا ما أخذنا بالشواهد والوقائع على الأرض والحقائق التاريخية لليمن الأرض والإنسان في مواجهة الغزاة والمحتلين فلا شك أن المهمة السودانية لن تكون محمودة العواقب وان اقتصر دورها في تعزيز النفوذ السعودي في أرض الجنوب على حساب التواجد الإماراتي الذي توغل كثيرا بدعمه فصائل الحراك المطالبة بالانفصال إلى الحد الذي أجبر وزراء ما تسمى حكومة هادي والمدعومة سعوديا على الانكفاء ومراوحة مكانها في قصر معاشيق عدن منذ أن أعلنوا تحرير هذه المدينة الغارقة في الفوضى والأزمات الإنسانية والخدمية.
وفي حال صحة هذه الأنباء فمن الممكن أن تتجه الأوضاع في المحافظات اليمنية الجنوبية نحو مزيد من التصعيد والاصطدام المسلح الذي لا يكاد ينفك بين أدوات العدوان وهو ما قد يتدحرج سريعا ليؤثر في المستقبل القريب على تحالف الضرورة بين السعودية والإمارات ولربما يخرج عن السيطرة الأمريكية التي دائما ما تنهي إدارتها للنزاعات والأزمات المصطنعة والممولة خليجيا في أكثر من بلد عربي بالفشل كما حدث في العراق وسوريا وليبيا المهددة بشبح التقسيم.
وبعيدا عن الصيف الملتهب في جنوب اليمن فثمة مؤشر آخر للحاجة السعودية في استقدام القوات السودانية سيما في ظل أنباء تتحدث عن مهلة الأشهر الأخيرة التي وضعتها واشنطن لحسم العمليات العسكرية في اليمن بما يضمن التسريع في أحكام السيطرة على كامل السواحل والمنافذ البحرية والبرية بما فيها ميناء الحديدة آخر متنفس لغالبية الشعب اليمني الذي يعيش أوضاعا إنسانية كارثية هي الأوسع في العالم بشهادة الأمم المتحدة.
ولعل في هذا التسريع ما يفضح تواطؤ الأمم المتحدة ويعري وسيطها إلى اليمن الذي يساوم بقوت المواطنين ومعاناتهم مقابل الخنوع والاستسلام حيث جعل من تسليم ميناء الحديدة أولوية تسبق وقف العدوان ورفع الحصار عنهم وبالتالي تسليم مرتبات أكثر من مليون موظف يمني حرموا منها لما يزيد عن عشرة أشهر من أجل فرض الشروط والإملاءات وهي ورقة حرب فاشلة أما شعب لسان حاله ما عجز العدوان عن تحقيقه عسكريا سيفشل في تمريره أيا كانت خياراته وأساليبه.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/08/05