دول الصمود والتحدي في أمريكا اللاتينية: فنزويلا وكوبا وبوليفيا وكولومبو مثالاً.. درسٌ للحكومات العربية
أ.د. علي الهيل
استمرار الحكومة البوليفارية في كراكاس في الحكم رغم العواصف التي تجتاحها من كل صوب بفعل أجندات الولايات المتحدة الأمريكية ونشاط ال CIA المكثف في فنزويلا للإطاحة بحكومة الرئيس مودور وخليفة مؤسس الحكم البوليفاري التاريخي الحديث في فنزويلا ومعظم قارة أمريكا اللاتينية بجنوبها ووسطها. توصف حكومة مودور والامتداد لحكومة الراحل هوغو شافيز بأنها حكومة الفقراء الذين يشكلون السواد الأعظم من الشعب البوليفاري التاريخي. رغم العراقيل التي تعرض لها هوغو شافيز حين تولى الحكم في فنزويلا خلال العام ١٩٩٨. كان الحكم الجديد ضربة للولايات المتحدة التي بدأت تخسر جزءاً من ما تصفه بحديقتها الخلفية في أمريكا اللاتينية. مجيء الثورة البوليفارية قضى على حلفاء أمريكا الذين جوّعوا الفقراء ونفخوا الأثرياء المنفوخين أصلاً وبدأ الرئيس شافيز يُعنى بالفقراء مما جعلهم يحبونه ويدافعون عن وجوده لا سيما بعد أن حاول العسكريون الموالون للإمبريالية الإطاحة بشافيز وفعلاً تمت الإطاحة به لساعات ثم عاد بقوة للحكم تحت ضغط الشعب الفنزويلي وخاصة الفقراء.
يعتبر حكم البوليفاريين في فنزويلا امتداداً طبيعياًّ لثورة كاستر وفي كوبا ولثورة المناضل الأرجنتيني جيفارا. كوبا الجزيرة الصغيرة جنوب ولاية فلوريدا الأمريكية استعصت على الدولة العظمى فعبرت عن خيبة أملها في السيطرة على مقدّرات كوبا بفرض الحصار عليها منذ ١٩٥٩.
إذن لولا نجاح الثورة البوليفارية لَما قامت الثورة البوليفارية الثانية في بوليفيا بمجيء الرئيس موراليس البوليفي الأصلي بعد عقود من حكمها على يد إيدواردو رودريغو أداة الدولة العظمى في بوليفيا. أيضاً يُعزى مجيء الرئيس الكولومبي سانتوس إلى عقد إتفاقية السلام مع منظمة الفارك التي كانت الدولة العظمى تدعمها لإشاعة الاضطرابات في كولومبيا والحيلولة دون استتباب الأمن فيها وهوما ينسحب على تقريبا موقف الدولة العظمى إزاء كل دول أمريكا اللاتينية.
ما من شك في أن الرئيس الكوبي الراحل فيديل كاسترو كان المحرك الرئيس وراء نجاح شافيز الذي يعتبره هذا الأخير الأب الروحي المقاوم للإمبريالية العالمية. وهو أيضاً يدين له كل الأحرار في العالم لأنه لم يبِعْ مبادئه ولذلك أحبه شعبه لأنه لم يكن بذي وجهين كغيره.
وجود حكام مثل كاسترو وشافيز وموراليس هو البديل للعالم العربي الذي لم يعد لديه مشروع أمة رغم أن العالم العربي لديه كل مقومات الأمة الواحدة. الحكام العرب الحاليون إلا من رحم الله وحتى معظم الذين مضوا لم يُعنوا بإحياء مشروع الأمة قدر اهتمامهم بملء جيوبهم وتقريب أقاربهم. النتيجة كما نرى تناحر العرب تقريباً في كل بلد عربي وانتشار الفساد والسرقات والسطو على المال العام.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/08/08