عبدالعزيز حسين الصويغ

يبدو أن الرئيس ترمب يتحول شيئاً فشيئاً إلى جزء من المشكلة التي بدت الولايات المتحدة تواجهها مع اليمين المتطرف بكل أطيافه .. فالتطرف اقترن في السنتين الأخيرتين بترمب ومساعديه خلال حملة ترمب الانتخابية، واستمر أكثر قوة بعد أن تولى كرسي الرئاسة في البيت الأبيض.

*

وإذا كان الرئيس الأمريكي قد اضطر إلى إقالة بعض كبار من رأى فيهم خطورة على إدارته، مثل مدير الـ إف بي آي جيمس كومي، ثم التضحية ببعض كبار أنصاره مثل مايكل فلن مستشار الأمن القومي، وأخيراً بأحد أقرب وأقوى مستشاريه وهو ستيف بانون الذي يعتبره معظم المراقبين الرئيس الفعلي للبيت الأبيض، فإن ما يحدث حتى الآن ما هو إلا قمة جبل الجليد الظاهرة على السطح.. وما خفي كان أكبر.

*

وهكذا فإن الولايات المتحدة تمر بفترة عصيبة من تاريخها، فبينما «الكونجرس في حالة تأزّم وجمود، تواصل إدارة ترمب إقالة كبار المسؤولين فيها، ويشهد الشارع أحداث عنف تتزايد فيها سطوة المتطرفين البيض والنازيين الجدد في الشارع الأمريكي. في الوقت الذي يكتفي فيه الرئيس ترامب بتصريحات مراوغة!!.

***

ما تشير إليه الأحداث والتطورات في الشارع الأمريكي هو تراجع مستوى الدخل للأمريكيين العاديين وتغيرات ديموغرافية تهدد تحول الأغلبية السكانية من البيض إلى أعراق أخرى، وهو ما أدى إلى خلق ناخبين غاضبين اختاروا ترامب، وسيختارون من سيأتي خلفًا له. وهي كلها إشارات خطيرة بأن التطرف الأبيض سيكون ضيفاً مُقيماً على الساحة الأمريكية في السنوات القادمة.

ونستكمل غداً..

* نافذة

ظهور ترامب يبدو بصورة متزايدة كعرض لأزمة أكبر في المجتمع الأمريكي، أزمة لن تنتهي حتى بعد خروج ترامب من البيت الأبيض.

الكاتب البريطاني جيديون راخمان

صحيفة المدينة