ريتويت ورسالة!
عبدالله المزهر
مقال الجميل محمد الرطيان في عكاظ قبل أيام يعد أحد أهم المقالات التي كُتبت في الفترة الأخيرة ـ إذا استثنينا مقالاتي العظيمة طبعا، ومن خلال ردود الفعل حول المقال وتفاعل الناس معه بدا أن مقال «رسالة مفتوحة إلى سمو الأمير» لم يكتبه الرطيان وحده بل كتبه أغلب الناس، اللهم إن استثنينا فئة من البشر ما زالت تؤمن أن النقد شتيمة، وأن الحديث عن السلبيات دليل كراهية، وأن كل ناقد ليس سوى حاقد له أجندة خفية لا يعلمها إلا أولي البصائر والنُهى!
وأصحاب هذا المعتقد قليلون لكنهم مؤثرون، ومن طقوسهم شتم من خالفهم، ومن نوافلهم الإيمان بأن الوطنية صفة لا يستحقها «المواطن» إلا إن اجتاز فلاترهم!
الأمير محمد بن سلمان في ورشة التحول الوطني يطالب بالنقد ويحث عليه لأنه مؤمن أن من أسس العمل الناجح تقبل النقد مهما كان قاسيا، والحقيقة أن أغلب من يفكر في الكتابة لا يقلقه «كثيرا» عدم تقبل الأمير للنقد، لكنه يكره مواجهة الذين يعتقدون أن تخوين صاحب كل رأي مخالف هو من كمال الوطنية!
وعلى أي حال..
وبما أني مؤمن بكل ما جاء في مقال الرطيان وما سأقوله عنه ليس سوى «ريتويت» لما كتبه، فلعله من الأجدى أن أوجه أنا أيضا رسالة إلى سمو الأمير، وأقول له:
إن لب القضية وجوهرها هو أن مقال الرطيان الذي اعتبره البعض ـ وأنا منهم ـ مقالاً جريئاً، هو في حقيقته ليس سوى مقال عادي يحمل مطالب بدهية هي حق لكل مواطن في وطنه، ولو ترجم إلى لغات أخرى لاستغرب القرّاء من بني الأصفر والأحمر كيف أن مثل هذه المطالب التي حملها المقال تعد شجاعة وتهورا من الكاتب، فاعبر بنا هذا الحاجز والسلام!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2015/12/27