علاقة عُمان بمنظمات أوبك وأوابك ومنتدى الغاز
د. أنور أبو العلا
عُمان هي أكبر دولة منتجة للبترول في الشرق الأوسط التي لم تنضم (ليست عضوا) لا في منظمة أوبك (التي تضم ضمن أعضائها جميع دول مجلس التعاون المصدرة للبترول)، ولا في منظمة أوابك (التي تتكون من إحدى عشرة دولة عربية منتجة للبترول). ولكنها عضو في منظمة منتدى الغاز العالمي (مقره قطر ويضم ضمن أعضائه مصر والبحرين ولا يضم المملكة ولا الإمارات).
العرض المذكور أعلاه يُعطينا لمحة بأن المصالح الاقتصادية هي التي تجمع الدول في التكتلات الاقتصادية بغض النظر عن موقعها الجغرافي وخلافاتها السياسية أو اختلافاتها الأخرى.
بتاريخ 25 أغسطس 2017 (قبل تسعة أيام) وصلني على الإيميل التقرير الدوري الصادر من إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA) عن عُمان. يبدأ التقرير بالتركيز على موقع عُمان الجغرافي الإستراتيجي قبل أن يتكلّم عن مركز عُمان كدولة مُنتجة ومُصدّرة للبترول والغاز.
أهمية عُمان الإستراتيجية ليس لكبر حجم احتياطها وإنتاجها وصادراتها من البترول والغاز ولكن لعدة عوامل جوهرية تجعل عُمان في مُقدمة الدول أهمية للبترول كالتالي:
أولا: إن بترولها (رغم صغر حجمه) مشهور لأن سعر بترول عُمان يتابعه جميع المصدرين والمستوردين للبترول في آسيا؛ لأنه يُستخدم كمؤشر يُقاس عليه سعر تصدير بترول دول الخليج الكبرى (المملكة وإيران والعراق والكويت) إلى آسيا، فعلى سبيل المثال يتم تسعير بترول المملكة (ودول أوبك وأوابك الأخرى) المُتّجهُ إلى آسيا على أساس متوسط سعر بترول عُمان ودبي.
ثانيا: تتحكم عُمان في بوابة مضيق هرمز أهم ممر عالمي إستراتيجي يمد العالم بحوالي 20 مليون برميل (حوالي ربع استهلاك العالم) في اليوم من البترول الذي يُعتبر بمثابة الشريان الحيوي الذي يضخ الدماء في قلب اقتصاد العالم في شتى بُقاع وأصقاع الأرض.
ثالثا: عُمان سبَاقة (أو رائدة) في خوض غمار التجارب الجديدة في عالم الطاقة التي تترقب نتائج تجاربها بقية شركات بترول دول الخليج لتسير على خطاها في استخدام المحفزات (EOR) في خفض تكاليف إنتاج البترول وزيادة نسبة الاستخراج النهائي وإطالة عمر البترول، وخير مثال يُقتدى به هو مشروع مرآة الذي يستخدم الشمس (لأول مرة في المنطقة) بدلا من الغاز لاستخراج البترول اللزج والكثيف.
رابعا: كذلك في مجال الطاقة المتجددة النظيفة شرعت عُمان -بتمويل إماراتي- بإنشاء أول وأكبر مشروع في الخليج لتوليد الطاقة بالرياح الذي سيكون فاتحة خير تنتهجها دول الخليج الأخرى.
سأختم بالقول لقد كان غرضي في بداية كتابة هذا المقال أن أتحدث عن الاحتياطيات والإنتاج والتصدير ولكن أثناء الكتابة شعرت بأن القلم يقودني في اتجاه آخر.
صحيفة الرياض
أضيف بتاريخ :2017/09/04