هل حققت كوريا الشمالية قوة الردع أم أنها تجاوزتها إلى ما أبعد منها؟
أ. د. علي الهيل
ستفشل العقوبات الأمريكية الجديدة تحت غطاء مجلس الأمن الدولي كما فشلت سابقاتها أو على الأقل كما لم تفلح جميعها في لجم طموحات كوريا الشمالية النووية و الصاروخية. كوريا الشمالية بإيعاز أو من غير إيعاز من الصين و يُحتمل من روسيا كذلك وصلت إلى مرحلة اللاعودة إلى ما قبل النووي و الباليستي.
لن تنجح على الأرجح العقوبات الجديدة في تصدير كوريا الشمالية لنسيجها الذي يعتبر سلعتها الإستراتيجية لأنه سيتم تصديره عن طريق الصين غالباً و ربما عن طريق روسيا و لا يُستبعد أن يكون لكوريا الجنوبية نصيباً في تصدير نسيج جارتها و شقيقتها البيولوجية كوريا الشمالية إلى جانب تصدير خبراتها و تقنياتها الصاروخية و النووية للدول الضعيفة لتصبح قوية في وجه غطرسة أمريكا.
الصين دعت أمريكا إلى الحوار مع كوريا الشمالية لعدم جدوى العقوبات التي روسيا أيضاً دعت إلى تجنبها. كوريا الشمالية لا تعبأ بكل هذا و ذاك. فأمام كل تهدئة من أمريكا تقوم كوريا الشمالية بالتصعيد الصاروخي و ربما صواريخ باليستية عابرة للقارات برؤوس هيدروجينية و يُحتمل أن تقدم على تجربة نووية سادسة.
أمريكا قالت هي لا تريد الحرب في شبه الجزيرة الكورية. كوريا الشمالية لا تلقي بالاً لأمريكا. كوريا الشمالية تدرك جيداً أن أمريكا لا تفهم إلا لغة القوة و قد أفهمتها كوريا الشمالية. أمريكا تدرك بدورها أن غربها و جزيرة جوام في متناول الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية و أن كوريا الشمالية تمتلك بالفعل القنابل النووية و الهيدروجينية. إذن حققت كوريا الشمالية قوة الردع أورقوة الرعب.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/09/13