مطار جدة: يا ليت المسؤول «يطل»!
سالم بن أحمد سحاب
الخميس الماضي كان موعد عودتي لأرض الوطن الحبيب من الخارج. كان موعد الإقلاع الثالثة والنصف ظهرًا على ناقلنا الوطني «السعودية». لكن الإقلاع لم يتم إلاّ في السابعة والنصف مساء، أي بتأخير 4 ساعات عجاف.
وقبل الخروج من الطائرة سأل أحد الركاب مضيفًا يعرفه عن سبب هذا التأخير المزعج، فأجابه إنه شخصيًا كان على متن الطائرة في جدة منذ السابعة والنصف صباحًا تمهيدًا لإقلاعها في العاشرة حسب الجدول المعتمد. وكانت الطائرة «عال العال» لا أعطال ولا إشكال سوى أن إجراءات خروج الركاب لم تنته حتى آخر لحظة، لدرجة أنهم تركوا خلفهم أكثر من 20 راكبًا لم يتمكنوا من اللحاق بالرحلة. والذي زاد الطين بلّة تعطل «سيور» العفش، وهو ما يحدث كثيرًا، ويؤلم كثيرًا. يقول المضيف الأنيق: (يبدو أن إدارة المطار قد نسيت أننا في موسم الحج وما بعد الحج).
وفي ذات الليلة تأخرت رحلة تقل ابنتي وزوجها إلى المدينة المنورة 4 ساعات أخرى أيضًا على ناقلنا الوطني الكبير. لم يكن ثمة أعطال ولا إشكال حسب تبرير الطيار سوى أنهم في انتظار ضيوف (كبار) ليلتحقوا بالرحلة التي تفيض بالركاب (الصغار).
وفي اليوم التالي، تأخرت رحلة أخرى عليها ابنة أخرى متجهة إلى الدمام قرابة 4 ساعات أخرى، وهي امتداد لرحلة قادمة أصلًا من نيويورك وصلت جدة 12 ظهرًا، ولم تصل ابنتي بيتها إلاّ 12 منتصف الليل، أي كأنها طارت إلى نيويورك مرتين متتابعتين.
هذا المسلسل الطويل ليس حكرًا على عائلة دون غيرها، بل امتدت بركاته لتشمل رحلات سبقت وأخرى لحقت.
طبعا لا ترى مسؤولًا كبيرًا في صالات المطار يتابع هذا المسلسل، فهو أصلًا لا يطأ هذه الصالات لأن له في (الصالة التنفيذية) بديلًا على قدر المقام! وإذا تفقد في النهار صاحبه جمع من الموظفين الكبار، ليمروا على ما شاءوا ويغضوا الطرف عما شاءوا.
ليت المسؤول الكبير يشارك الركاب القادمين معاناتهم مع سيور العفش المتهالكة، ودورات المياه الآسنة، وفوضى عربات العفش الغائبة!! يا ليت!!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/09/14