أهلا بكم من جديد.. هيا بنا نجرب!
عبدالله المزهر
اليوم هو اليوم الأول من العام الدراسي، وقد بذلت جهدا مع أبنائي الصغار لإقناعهم أن المدارس لم تلغ بعد، وأن الفترة التي قضوها بعيدا عن المدرسة كانت «مجرد إجازة»، ومهما كانت قناعتهم حول فكرة أن المدارس باقية وتتمدد فإنهم اليوم سيرون الحقيقة عيانا بيانا.
لا أعلم ماذا سيحدث في المدارس هذا اليوم، لكني أتمنى أن يجد الطلاب كتبهم وأن تكون المكيفات تعمل بشكل جيد، وأن تكون مرافق المدرسة صالحة للاستخدام البشري، أما ما عدا ذلك من أمور فيمكن نقاشها لاحقا كما نفعل في كل عام. ويمكن أن نتحمل عدم وصولنا إلى نتيجة كما نفعل كل عام أيضا.
وأظن ـ من باب التفاؤل ـ أن مشاكل بداية العام الدراسي لن تكون موجودة بالشكل الذي كانت تظهر به في الأعوام السابقة بسبب عودة المعلمين قبل الطلاب، ووجود فترة كافية لإصلاح ما يمكن إصلاحه وتجهيز ما يمكن تجهيزه في المباني المهجورة منذ أربعة أشهر. وأسبوع قبل عودة الطلاب فترة مناسبة حتى للاستعانة بالرقاة أو المشعوذين لطرد شركائنا في الوطن من الجن والعفاريت الذين ربما أغراهم خلو المباني من المواطنين البشريين لفترة طويلة.
وأظن ـ من باب التشاؤم ـ أن أصعب ما سيواجهه معلمو الصفوف الأولية هو أن كثيرا من الطلاب قد نسي الأشياء التي تعلمها في العام الماضي وهذا أمر متوقع لأن كثيرا منهم نسي حتى شكل المدرسة ووجوه المعلمين.
وأظن ـ من باب الإشادة ـ أن إعلان التقويم الدراسي للخمس السنوات القادمة خطوة جميلة وحسنة، وتساعد كثيرا في التخطيط السليم سواء للمدارس أو للأسر. وهذا بالطبع في حال وجود رغبة للتخطيط من الأساس.
ثم إني أظن ظنا أخيرا ـ من باب النقد ـ أن التقويم سيحل بعض الإشكالات في حال استمر وطبق وعمل به، ولكنه سيكون وبالا ـ كالعادة ـ في حال مات بعد السنة الأولى، لأن التجربة مع وزارة التعليم بكافة مسمياتها وهياكلها ووزرائها السابقين واللاحقين هي أنهم يحبون التجريب والتغيير والتبديل في خططهم، إلى درجة أنهم لم يطبقوا أي خطة منها حتى النهاية. وأظن عدم التخطيط أكثر دقة وترتيبا من هكذا تخطيط.
وعلى أي حال.. «التعليم» بالقدوة خير من التعليم بالتعميمات، وحين يجد المدرسون والطلاب أن الوزارة تلتزم بخططها بوضوح وتدافع عنها بمنطق سليم وتشرحها بإقناع فإنهم سيتعلمون ذلك هم أيضا ويعملون بما تعلموه.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/09/17