من أنا؟ وكيف سأكون؟!
عبدالله الجميلي
* صناعة الإنسان لنفسه، أهم الصناعات، ومن أدوات الوصول لها، ونجاحها، (التخطيط)، الذي يجعل لحياة الإنسان قيمة، ويحصّنه من الشَـتَات، وتكرار الأخطاء، ويضمن له صـواب القرارات وحلّ المشكلات؛ التخطيط بعنوان واضح هو العلامة الفارقة بين الناجحين وسواهم!
* ولأننا أصدقائي على بُعْـدِ يومين من العام الهجري الجديد 1439هــ، هذه دعوة ليحاول كـلّ منا وضع خطته الخاصة لهذا العام؛ وذلك من خلال خطوات رسمها الخبراء، ونقلتها التجارب الناجحة، وتذكر كَرمًَا (عزيزي) قبل البداية بأن (الخُطّـة) يجب أن تكون مكتوبة؛ فلا فائدة مطلقًا من خطة بلا ورق، فتلك مجرد فكرة لاغير!
* أولى خطوات خُـطّـتـك: (تَقْييمُك) الصادق لـذاتِك بسؤالك لـنفسك مَـن أنا؟، والإجابة تجدها في النّظـر الأمين لمِـرْآتِك، وفي استشارة محيطك من أهلك وأصدقائك؛ فهذا سيجعلك على معرفة بنقاط قُـوتِك وضَعَـفِـك، وما لديك مِـن مُهَـدّدات، وفُـرَص للنجاح، وعليك الحـذر من تقليد غيرك؛ فلكل إنسان واقِـعـه وقدراته!
* يلي ذلك أن تضع (أهـدافـك)، وفيها كيف ستكون نهاية عَـامِـك؟، ومِـن شروط الهدف: (الإيمان والاقتناع به، وأن يكون واضحًا كالشمس كحفظ القرآن الكريم أو أجزاء منه، أو إتقان اللغة الإنجليزية أو إنقاص عشرة كيلوات من وزنك،... إلى غير ذلك، وأن يكون الهدف مناسبًا لإمكاناتك وقدراتك ووقـتِـك، وأن يكون قابلًا للقياس)؛ وهنا يجب التفريق بين الأمنيات والأهداف؛ فالأخيرة هي محطة الوصول للأولى!
* ثم يلزمك أن تختار (الوسائل)، التي تساعدك في تحقيق أهدافك، وفق زمـان منظم ومحدّد؛ فيه إجراءات يومية وأسبوعية وشهرية، على أن تتصف جـدولتك الزمنية بالمرونة، ومراعاة الالتزامات التي لا يمكنك تركها أو القفز عليها، فمثلًا الطالب الأهم عنده مواعيده الدراسية، والموظف ساعات دوامه؛ أيضًا من المهم في هذه المرحلة الـتطبيق الجاد للإجراءات العملية التي رُسِـمَـت!
* أخيرًا هل تعلم أن (3%) فقط من البشر يخططون لحياتهم، وأنك إنْ لم تكن من المُخَطّطِيْنَ؛ فأنت ضمن مُخَطَّطَات الآخرين؟ وأنّ مما يساعدك جدًا وأبدًا في نجاح خطّتك قدرتك على (إدارة الوقت، ومهارتك في ترتيب الأولويات)؛ وهذا ما سوف نتعرف عليه غدًا، فضلًا لا تذهبوا بعيدًا.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/09/19
