حقوق الإنسان.. من الشكائين البكائين
فواز عزيز
• كلنا نتمنى ألا نجد ما يستحق النقد في مدارسنا؛ إلا أن واقع حال المدارس وعدم واقعية بعض قرارات وتعاميم وزارة التعليم، يجعلان النقد يتكاثر، لكن سعة صدر معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، تجعلنا نسانده بالنقد، وقد طلب ذلك صراحة في تغريدة على «تويتر».
• ليس الكتاب والصحفيون والمعلمون فقط من ينتقد واقع التعليم فقد دخلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان على الخط، حيث أكد رئيس الجمعية الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني على أهمية توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب والطالبات بما يضمن تحقيق الغايات المرجوة من التعليم، وشدد على ألا يتضرر الأطفال من زيادة ساعات اليوم الدراسي، وخاصة في المدارس التي لا تتوافر بها التجهيزات اللازمة لحصص النشاط، ولم يأت كلامه على شكل رأي فقط في قضية الجميع يتكلم فيها، بل جاء مبنيا على رصد الجمعية وجود نقص في المعلمين وفي بعض التجهيزات لدى بعض المدارس، مما يقلل من توفير البيئة المناسبة للوفاء بالحق في التعليم على الوجه المطلوب.
• ليست مشكلة المعلمين
المنتقدين أو كما يقول الوزير «الشكائين البكائين» من زيادة حصص للنشاط على الجدول الدراسي، هي زيادة ساعات عملهم، بل المشكلة في عدم وجود بيئة مناسبة لتنفيذ حصص النشاط في أغلب المدارس الحكومية، وهذه جمعية حقوق الإنسان تؤكد نقص المعلمين ونقص التجهيزات، فهل هي من «الشكائين البكائين»..؟!
• حصص النشاط ليست جديدة على التعليم فقد كانت موجودة قبل أن تقتلها قرارات وزارة التعليم في وقت سابق لأسباب تراها وجيهة في وقتها، ولا أعتقد أنه يوجد شخص لا يؤمن بأهمية النشاط في المدارس..!
• الجميل في موضوع حصص النشاط أن وزارة التعليم لم تترك الباب مفتوحا للاجتهادات بل حددت 23 مشروعا تربويا تمثل الإطار العام لما سيطبق داخل حصة النشاط في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وأضافت إليها ثلاثة مشاريع للثانوية، كما نشرت «مكة».. لكنها ستكون أجمل لو حاولت وزارة التعليم قبل ذلك توفير البيئة المناسبة لتنفيذ هذه المشاريع التربوية الجميلة.
• تخيل أن من بين هذه المشروعات نشاطا في التقنية يركز على تطبيقات الجوال، ونشاطا في الوعي المالي أسمته الوزارة «ريالي»، وآخر في الروبوت، ونشاطا في الطباعة ثلاثية الأبعاد، ونشاط «واعد» للتدريب الالكتروني على مهارات الحياة، ونشاطا مخصصا لجلوب البيئي «التعلم والملاحظة العالمية لمنفعة البيئة».. لكن الخيال لا يكفي لتطبيق هذه المشاريع الجميلة، وواقع المدارس عاجز عن تنفيذ أي منها، إلا على الورق في وقت تحاول فيه وزارة التعليم التخلص من الورق..!
(بين قوسين)
• من تناقضات قرارات وتعاميم وزارة التعليم أن يصدر هذا العام تعميم تطبيق النشاط في المدارس بزيادة ساعة على الجدول الدراسي، ويصدر تعميم آخر يجبر المشرفين التربويين على التدريس في المدارس لسد نقص المعلمين فيها..!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/09/19