الخطأ الصحيح.. حلم طال انتظاره!
عبدالله المزهر
للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع تظهر قضية أخرى لمعلمة معينة على وظيفة منذ ما يقارب العقدين دون أن تعلم. وأن رواتبها كانت تصرف خلال تلك الفترة في مكان لا يعلمه إلا الله والراسخون في الأشياء.
وأصدقكم القول ـ على غير العادة ـ بأن شبهة الفساد لم تكن هي التي استفزتني في الموضوع، فلم يعد الفساد مستفزا ولا شيئا سيئا، الذي استفزني أن أحلامي يحققها غيري دائما، فمن ضمن أحلام حياتي أن يكون لي دخل شهري ثابت دون أن أقوم بأي عمل، وهذا الحلم يأتي في المركز الثاني في قائمة أحلامي مباشرة بعد الحلم الأول بأن أصبح غنيا فاحش الثراء أشتري ما أريد من الأشياء والناس.
في فترة سابقة كنت متأثرا ببعض الأفلام العربية السخيفة، وحلمت بأن يظهر فجأة ودون سابق إنذار قريب ثري في البرازيل يموت وأكون وريثه الوحيد، لكن مجرد التفكير في الأمر كان سخيفا لأنه يعني التخلص من أهلي جميعا وأعمامي وأبنائهم قبل الشروع في هكذا أحلام.
وعودة على قضية المعلمتين الموظفتين العاطلتين، فإنه من المؤكد يقينا أنهما ليستا الوحيدتين في هذا الوضع الغريب، لكنهما الوحيدتان اللتان خدمتهما الظروف وساعدتهما في اكتشاف وضعهما، ومن المؤكد أيضا أن وزارة التعليم ليست الوحيدة التي تصرف فيها رواتب لأشخاص غير موجودين أو تصرف رواتب أشخاص لأشخاص آخرين. ولن أفترض الافتراض البديهي الذي يقول إن هذا من باب التعاون على الإثم والعدوان ـ يعني الفساد ـ ولكن الأنظمة المترهلة والبيروقراطية المقيتة ليستا بريئتين من التسبب في هكذا حالات. ويمكن الاستدلال على هذا بمجرد معرفة الطريقة التي تحل بها مثل هذه الحالات وكثرة المراسلات وطول أمد المطالبات والمخاطبات ومحاولة كل جهة إلقاء الكرة في ملعب الجهة الأخرى للتنصل من الأمر.
البديهي أن اكتشاف قضية مثل هذه يعني أن تحل في نفس اليوم الذي تم كشفها فيه، ويعني أيضا أن مجرد ظهور قضية مثل هذه يعني مراجعة فورية وشاملة للبحث عن قضايا أخرى وحلها ومعاقبة المتسببين ـ إن أمكن، لكن هذا لا يحدث فيما يبدو.
وعلى أي حال..
لم يظهر اسمي بالخطأ إلا حين سجلت عليّ مخالفة مرورية في مدينة لم أزرها من قبل، ولكن هذا لا يعني الاستسلام، فسأحافظ على لياقة أحلامي حتى يظهر اسمي يوما ما في مكان ما عن طريق خطأ ما، ويكون ذلك الخطأ بوابة الدخول إلى عالم الفاسدين الأثرياء السعداء.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/10/29