الفساد والمفسدون
أ. د. علي الهيل
عشرات أضعاف ويُحتمل أكثر أولئك المتحفظ عليهم في (ريتز كارلتون-الرياض) ينتشرون على امتداد العالم العربي. قطعاً، الفساد ظاهرة عالمية موجودة حتى في الدول الكبرى التي يعتبرها الكثيرون (أمهات القيم الديمقراطية)، ليس دلَّ على ذلك من جلسات التحقيق التي تجريها لجنة مكافحة الفساد في الكونجرس الأمريكي بين الحين والآخر مع رؤساء مجالس إدارات ومدراء تنفيذيين في شركات كبرى تتطاير على إثرها رؤوس كبيرة.
في كثير من البلاد العربية إِنْ لم يكن كلها الفساد أسلوب حياة وحالة ذهنية بدرجات متفاوتة تتباين حسب ثروات هذا البلد أو ذاك. حتى البلاد العربية الفقيرة يكثر فيها الفساد والمفسدون.
أعرف شخصياًّ الكثير من الذين نهبوا المال العام بضوء أخضر أحياناً من هرم السلطة وخلسةً في أحايين أخرى. بَيْدَ أنهم بلا استثناء دفعوا فواتير فسادهم أحياءً من مرض مختلف أشكاله وألوانه وشلل حزئي أوً كلي وإعاقات ذهنية أو نفسية أو جسدية وغيرها.
لماذا؟ لأنهم من بين أمور جسيمة كثيرة حرموا أطفال الشعوب المطحونة من ما يتمتع به أطفالهم. في الواقع هي ليست متعة. بل نار تغلي في بطونهم نتيجة المال الحرام. أي إنسانية لحاكم أو مرتشٍ أو معتدٍ على المال العام يحرق أطفال الآخرين وأطفاله في منأىً عن الفقر والمسكنة والحاجة والعوَز؟
أليست تلكمُ حقيقة؟ أم أنني أبالغ!
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/11/26