القراءة الواعية لشبه الجزيرة الكورية هي مصدر اطمئنان بيونغ يانغ
أ.د. علي الهيل
إذن؛ سحب الرئيس الكوري الشمالي (كيم جونغ أون) البساط بكل هدوء من تحت رجل الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) و يمم شطر جارته الشقيقة الجنوبية، بعد السجال بينهما حول الزر الذي بات مصدر تهكم لدى الأمريكيين إزاء رئيسهم ذي الزر الأكبر. من المعلوم أن الكوريتين كوريةٌ واحدة شطرتهما أمريكا إبان الحرب الباردة و نتيجة الترتيبات لما بعد الحرب العالمية الثانية.
واضح أن كل ما تفعله بيونغ يانغ هو انتقام من أمريكا بسبب تقسيم الوطن الكوري الواحد. تحاول بيونغ يانغ تخليص جارتها و شقيقتها الجنوبية من قيود أمريكا التي لا تعبأ بمصلحتها و لا تكترث لمصلحة أحد. بل بمصالحها هي و ليذهب الجميع إلى الجحيم.
يدرك الرئيس (كيم جونغ أون) أن الجنوب لا يحبذ الحرب و كذلك اليابان التي لمّا تزَلْ ترمم تداعيات كارثة (فوكوشيما) و لا يروق لها اتجاه الرئيس الجديد البيزنس مان ساكن التويتر و صاحب الزر الأكبر الذي زارها حواليْ منتصف العام المنصرم ضاغطاً عليها لشراء أسلحة أمريكية مخوفاً إياها من السلاح النووي لبيونغ يانغ. كان رد رئيس الوزراء الياباني (شينزو أبي) هادئاً مكرسا سيادة بلده و استقلالها حين ذكر أن بلاده ستشتري السلاح الذي تراه ضرورياًّ لها. لا أستبعد أن ترميَ اليابان مظلة أمريكا و الناتو التي تطبقها و التي هي أيضا جزء من ترتيبات ما بعد الحرب العالمية الثانية، بسبب تصرفات الرئيس البيزنس مان. كذلك فعل الرئيس البيزنس مان في كوريا الجنوبية و باء بالفشل لاسيما أن الشعب الكوري الجنوبي هب في وجه مطالبته حكومتهم من قبل، بأن تدفع له مليار دولار لأن بلاده كما يدّعي تحمي كوريا الجنوبية من جارتها الشمالية. هو إذن رجل أعمال و نهِمٌ للمال متطفل على السياسة و الرئاسة.
الكل بدأ يعي أن الرئيس (ترامب) جشع و صفيق و يستغل الصراع مع بيونغ يانغ إستغلالاً رخيصاً لجني المزيد من الأموال. لقد حسب البيزنس مان الرئيس بأنه كما نجح في ابتزاز السعودية و دول الخليج العربي بسبب إشعاله أزمة الخليج و سحب منهم قرابة التريليون دولار سينجح مع اليابان و كوريا الجنوبية. بَيدَ أن خداعه فشل. لأن كلتيِ الدولتين ديمقراطيتان و الرئيس فيهما مجرد موظف لدى الشعب.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/01/07