هاني الفردان

أهم ما في جلسة مجلس الشورى يوم أمس الأحد النقاش الذي دار في نهايتها بشأن رفع الجلسة لعشر دقائق فقط من أجل الصلاة.

تخيل عزيزي المواطن، أن المجلس أنشغل في سجال بين عضو المجلس دلال الزايد ورئيس المجلس علي صالح الصالح، وذلك بعد أن طالبت الزايد بتطبيق اللائحة الداخلية للمجلس ورفع الجلسة لأداء الصلاة، فيما رد رئيس المجلس على ذلك بأن باب الصلاة مفتوح لكل من يريد أن يصلي دون الحاجة لرفع الجلسة قائلاً: "ولا تهنى عبداً إذا صلى". مبرر رفض الرئيس لرفع الجلسة، هو لعدم تكرار مشاهد مجلس النواب والتي "يهرب" فيها النواب من الجلسة بعد رفعها للصلاة.

وصل بنا الحال ليكن أفراد السلطة التشريعية في حال يرثى له أما "هاربون" من الجلسات، أو مفروضة عليهم، وكأنهم كارهون لها.

ما يثير الاستياء أن مجلس الشورى لم يتطرق في جلسته أمس لمعاناة الشعب مع رفع أسعار الوقود وكأنهم من كوكب آخر، أو أنهم مجلس لشعب غير شعب البحرين، فما يناقشونه لا يعني الشعب بشيء.

حتى هذه اللحظة، لم يعرف أحد ما هو موقف أعضاء مجلس الشورى من قرار الحكومة رفع أسعار البنزين!

تمنينا بدلاً من البحث عن الفتاوى الشرعية لرفع الجلسة لأداء الصلاة، أو تأخيرها أو ما شابه ذلك، نقاش مدى قانونية رفع أسعار البنزين على الناس، وأين تذهب أموال إيرادات النفط؟ ولماذا يحمل المواطن البسيط فشل سياسات الدولة لسنوات؟ ولماذا لا تتحمل الدولة تبعات أخطاءها؟ بدلاً من تحميلها المواطن ومد يدها في جيب الفقراء.

نعم، لسنا معنيين بصلاة أعضاء مجلس الشورى، فهي عبادة بين العبد وربه، ولكننا معنيين بأدائهم، وتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا الشعب وحماية مكتسباته، والتخفيف من معاناته، فلماذا لا نسمع صوتكم ولا جدالكم ولا نقاشكم فيما يحفظ حق الناس في هذه الظروف الصعبة.

لصالح مدونة "صوت المنامة"