أين المدينة الجامعية بأم القرى؟
أحمد صالح حلبي
قبل أكثر من 30 عاما مضت، وتحديدا في عام 1406 وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ حجر الأساس لمشروع المدينة الجامعية لجامعة أم القرى، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الساعة لم نر اكتمالا لمنشآت هذا المشروع ولا مباني كلياته، رغم انتقال كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عام 1414 للمبنى الجديد بالعابدية، الذي لا نعرف متى يتم الانتهاء الفعلي منه، فما إن نتجاوز قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية حتى نرى أمامنا الرمال تكسو المساحة البيضاء، أما المداخل والمخارج فقد أغلقت إما بحواجز خرسانية أو بلاستيكية، لتشكل معاناة للطلاب أثناء توجههم لمواقف السيارات.
أما موقع الجامعة في العزيزية فما زالت بعض الإدارات والكليات والمعاهد والمراكز بموقعها السابق بالعزيزية، والذي لا يساعد الطلاب على الوصول لمبتغاهم وإيقاف سياراتهم بأمان، فهم بين مصيدة الالتزام بحضور المحاضرة، والقلق من تسجيل مخالفة مرورية.
وبين معاناة طلاب وعدم اكتمال المشروع يبرز سؤال حول مشروع تطوير المخطط العام للمدينة الجامعية بالعابدية خلال الـ25 سنة القادمة، والذي قال عنه معالي مدير الجامعة الدكتور بكري عساس عام 1433 «إن إدارة الجامعة فرغت مؤخرا من إعادة تخطيط مقر المدينة الجامعية بالعابدية وفق خطة وزارة التعليم العالي لتلبية الاحتياج الفعلي في السنوات القادمة، والتوسع في الطاقة الاستيعابية للجامعة نتيجة ازدياد العدد السكاني في المملكة».
وأوضح معاليه حينها «أن مشروع تطوير المخطط العام للمدينة الجامعة بالعابدية التي تبلغ مساحتها الإجمالية 150 مليون متر مربع قد روعيت فيه احتياجات الجامعة على مدى الـ 25 عاما القادمة بمشيئة الله تعالى من الكليات والعمادات والمعاهد والمراكز ومرافق الخدمات، والتي تصل تكاليفها التقديرية إلى 12 مليار ريال لتستوعب 200 ألف طالب وطالبة، مشيرا إلى أن معايير تطوير المشروع تضمن المعايير التشغيلية والتصميمية والتخطيطية والبيئية والعمرانية والاجتماعية». ثم يأتي السؤال الآخر حول شطر الطالبات، أين هو؟ خاصة أن معاليه أكد «أن شطر الطالبات بالمدينة الجامعية بالعابدية سيشهد توسعا كبيرا في الكليات الجامعية ضمن المخطط الجديد، سواء من حيث المساحات المخصصة للكليات القائمة، أو المقترح إضافتها، كما يتضمن أيضا كافة مرافق الخدمات اللازمة من سكن للطالبات والأستاذات المغتربات وقاعات للندوات ومصليات وأماكن للتسوق والترفيه وفق الضوابط المرعية للمجتمع السعودي»، فما زالت الطالبات في شطرهن الكائن بالزاهر، ويبدو أنهن سيبقين به حتى ما شاء الله، ولا أمل لهن في الانتقال إلى المدينة الجامعية، ولو بعد حين.
إن معاناة طلاب وطالبات جامعة أم القرى، وتوزيع محاضراتهم بين مقر الجامعة بالعزيزية للطلاب والزاهر للطالبات، ومقرها بالعابدية تمثل أكبر معاناة لهم على مدار العام الدراسي، خاصة أولئك الذين ليست لديهم القدرة على توفير سائقين خاصين. فمتى يتم الانتهاء الفعلي من مباني المدينة الجامعية بالعابدية؟ ومتى نرى مقر الجامعة بالعزيزية خاليا من الطلاب؟
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2018/01/26