الخدمة المدنية.. يا خبر أبيض...!!
إبراهيم علي نسيب
نقلت صحيفة تواصل في عنوان عريض ما قاله وزير الخدمة المدنية «بدأنا برنامج تطوير تظهر نتائجه بعد 15 عامًا» قرأت الخبر مرة، مرتين، ثلاث، أربع مرات، خمسون مرة وفي ذهني الزمن الذي يستغرقه وهو زمن طويل جدًا جدًا جدًا وكأن الواقع الذي نعيشه مع الخدمة المدنية هو فرح وسعادة لا أزمة مع الوظيفة وتعب مع البطالة (لا)، وكأن المشكلة الحقيقية التي نعيشها هي مشكلة مع الأداء وتطويره، الذي يحتاج كما ذكر معالي الوزير»15» عامًا وهو عقد ونصف لينجح البرنامج الذي أعده وتنجح السياسات التي يريدها تحقق بعض أمانيه الوطنية، التي لو حسبناها بالأيام لكانت «5475» يومًا ومن ثم بعدها تظهر النتائج.. يا لطيف.. كل هذه المدة لبرنامج تطوير أتمنى أن أراه أنا شخصيًا.. لكن كيف يكون لي ذلك والحقيقة إن عشت وكتب الله لي العمر أكون في سن متقدمة لا (أفهم) لا (أسمع) لا (أتكلم) وربما لا (أبصر). أنا أتمنى لنفسي السلامة والحياة الطيبة لكن المشكلة (هي) في أنها (لا) تحتاج إلى كل هذا الوقت!! هكذا أنا أرى!! كما أرى أن المشكلة الحقيقية (هي) في ملف البطالة ومعالجتها بالسرعة القصوى.. فهل هناك خطط واضحة تتناول معضلة البطالة وتعب العاطلين وهي بكل أمانه مشكلة وطنية ضخمة بل هي أم المشكلات، التي أتمنى أن تبدأ وزارة الخدمة المدنية في التعاطي معها بطريقة عاجلة وخطط لاحتواء هذه الكارثة!!! لكن الخوف هو أن تحتاج إلى قرن!! لكي تحل هذه المشكلة فهل هناك من خطط أو حلول؟؟!!..
الحديث عن هذه المشكلة هو حديث يهم الناس كلهم وحلها هو الذي يحتاج إلى خطط عاجلة وبرامج تمنح الخريجين الفرص للعمل بدلا من الفراغ القاتل، الذي يعيشونه وهم مملوءون بالضجر والحزن والقهر والسأم وهي حقيقة اكتبها أنا ليس إلا لأنني مواطن بسيط.. أعيش مع الناس بساطتهم وتعبهم ومعاناتهم مع البطالة التي أرى أنها لا تزال تلف العذاب حول الأعناق وتقتل أحلام الناس الغارقين في الهموم والآملين في حلول تريحهم من هموم بناتهم وأبنائهم الذين تخرجوا بشهادات عليا.. للأسف لم تقدم لهم سوى العذاب والإحباط وهنا يكون الأمل في وزارة الخدمة المدنية أكبر من أن تنتهي جهودهم إلى التطوير المشكلة الثانوية أمام المعضلة الأساسية والأهم... البطالة يا سادتي...،،،
(خاتمة الهمزة)... إذا كانت كل هذه المدة من أجل التطوير فكم تحتاج وزارة الخدمة المدنية من الزمن لحل مشكلة البطالة ترى خمسة قرون أم أكثر!!!!... وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2018/02/04