مريم الشروقي

ما أن انتهينا من فضيحة “موكلي” حتى دخلنا في فضيحة “هوز وقوطي” ووصلنا اليوم إلى فضيحة دسمة أخرى في داخل أروقة المجلس الوطني، هذا المجلس الذي لم يهدأ من الفضائح منذ أن بدأ النوّاب بالابتعاد عن دورهم الحقيقي لأدوار أخرى!

الفضيحة الجديدة هي ما تناوله النّاس منذ أيام بتسريبات بين نائب ومسؤول حكومي للإطاحة برئيس مجلس النوّاب وأحد النوّاب، ولا ندري كيف تمّ تسريب المحادثة، ولا يهمّنا التسريب، ولكن يهمّنا إلى أين وصلنا؟! فالفضائح صارت أهم من الأمور الحسّاسة الموجودة في الوطن، كمناقشة الميزانية العامّة للدولة، والعجز المادي الذي نسمع به كلّ يوم، وارتفاع سعر النفط مع استمرار الضرائب والزيادات!

أيضا آخر صرخة فضائح في المجلس الوطني هو تخوّف أحد أعضاء مجلس الشورى من سرقة طلبة الطب للجثث! ولكأنّ مشكلاتنا اليوم باتت بين “موكلي” و”الهوز والقوطي” و”المؤامرات على أعضاء المجلس” و”سرقة الجثث”!

أرجوكم أوقفوا ما يحدث داخل المجلس الوطني، فلقد “مصخة السالفة”، ولا نريد أن نضيع أكثر من ضياعنا، ونعتقد بأنّ الاستقرار الاقتصادي والسياسي أهم بكثير من موكلي وهوز وقوطي وغيرها! فدور المجلس الوطني لابد أن يكون أكبر بكثير ممّا يحدث به، ولا ندري من سيردع الأعضاء من الاستهتار بالمواطن!

نعم الاستهتار بالمواطن وحال المواطن أصبح موضة هذه الأيام، فأعضاء المجلس الوطني في عالم وما يحدث للمواطن البحريني من ضغط مادي وضغط سياسي وضغط اجتماعي في عالم آخر!

الفضائح تحدث ولا يستطيع أحد إيقافها خاصة مع مواقع التواصل الإجتماعي، ولكن إن أصبحت الفضائح أهم الأمور المصيرية نعلم بأنّ هناك خلل، خلل كبير جدّا لابد أن نستدركه قبل أن يستدركنا جميعا، فمن يفرح اليوم بإطلاق الفضائح سيعي غدا بأنه أشغل النّاس عمّا هو أهم في حياتهم المعيشية، وليعلم بأنّ المصير واحد، إن أخفق واحد أخفق الجميع، فالحذر الحذر حتّى لا نقع في المستنقع!

الفضائح.. إلى أين ستجرّنا يا تُرى؟! ولماذا زادت في الفترة الأخيرة؟! ومن يريد أن ينشغل الشارع بها عن الملفّات المهمّة والحسّاسة والحامية؟! أسئلة ننتظر من يجاوب عليها، وبعد الجواب نريد حلول حقيقية للوطن والمواطن.
 
لصالح مدونة "صوت المنامة"