أهمية زيارة المستشفيات
إبراهيم محمد باداود
تختلف نماذج التوعية وتأتي في قوالب مختلفة تبعاً للأنظمة والتعليمات المطلوب التوعية بشأنها، فهناك حملات توعية للتقيُّد بالأنظمة المرورية، وهناك التوعية بأضرار ومخاطر التدخين والمخدرات، وهناك توعية لترشيد استهلاك الطاقة أو استهلاك المياه، وتوعية للمحافظة على البيئة أو نظافة المدن وغيرها من حملات التوعية الأخرى، والتي تحرص العديد من الجهات على تنفيذها، لعلها تساهم في تصحيح سلوكيات أفراد المجتمع تجاه تلك الأنظمة، وترفع من مستوى التزامهم بها.
من الأساليب المستخدمة في سياق التوعية بأهمية الالتزام بأنظمة وقوانين المرور، القيام بزيارة المستشفيات ومشاهدة أثر الحوادث المرورية، والتي نتجت عن عدم الالتزام بالأنظمة والتعليمات من خلال معايدة بعض المصابين جراء تلك الحوادث، والاستماع إليهم مباشرة والتعرف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وقوعهم في تلك الحوادث.
عندما يقوم بعض الشباب الذين هُم في مقتبل العمر بمشاهدة بعض المصابين، الذين أدت تلك الحوادث إلى أن يلزموا السرير الأبيض لعدة سنوات، أو أن يفقدوا أحد أطرافهم، فإن في هذا المشهد أكبر وأعظم عظة وعبرة لهم من العديد من الرسائل والمحاضرات ووسائل التوعية الأخرى، فهو يشاهد بنفسه نتيجة التهوُّر ونتيجة عدم التقيُّد بالأنظمة، ويُعاين شخصياً تلك الحالات المؤلمة، والتي عجزت عن الحركة بعد ذلك الحادث، وكيف تغيَّرت حياتها وأصبح كثير منها يعتمد على غيره.
كثيرة هي حملات التوعية التي يتم إطلاقها بين فترةٍ وأخرى، وفي مجالات مختلفة، ولكن معظمها يعتمد على الوسائل والأساليب التقليدية، كالمطبوعات الورقية والكتب والمعارض والمحاضرات، وكثير منها لا تشعر بأنه يجدي، أو أن له أثر، أو يساهم في تحقيق الأهداف المأمولة، خصوصاً إن كانت أهدافاً ترتكز بشكلٍ واضح على معايير رقمية، فلا يجنى من تلك الوسائل إلا الهدر المالي، ولذلك لابد علينا أن نعمل على تطوير تلك الوسائل والحرص على استخدام ما له تأثير علمي وعملي على الفئة المستهدفة من التوعية.
زيارة المستشفيات وعيادة المرضى لا تُعد عملاً تطوعياً فقط، ولا تقتصر على التوعية العامة، بل هي عمل صالح جليل يجب أن نُعوِّد عليه أبناءنا، لأن فيه العديد من الفوائد التي يمكن أن تجنى من خلال مثل هذه الزيارات، إذ أن في زيارة المرضى والمصابين الكثير من العظات والعبر، كما أن فيها إدخال البهجة والسرور على قلوب هؤلاء المصابين، والتأكيد لهم بأن حالاتهم المرضية وإن كانت مؤلمة إلا أنها قد تساهم في إنقاذ أرواح آخرين، كما تساهم في سلامتهم.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2018/03/03