لِقاء قِمَّة مُنتظر بين كيم جونغ وترامب
خالد الجيوسي
هل “ينزع” الزعيم الكُوري الشَّمالي سِلاحه “النَّووي” اقتداءً بإيران التي وللمُفارقة يُهدّدها ترامب بالحَرب وإلغاء الاتفاق.. أم أنه يُناور للإيحاء بأنه “مُسالم”؟
مُثيرةٌ للدَّهشة، هي تلك الأخبار التي تتحدّث عن مُوافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على دعوة لقاء مُقدّمة من قبل الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، حيث قال ترامب أنه مُستعد للقاء أون، وقد يُعقد اللقاء بعد بِضعة أشهر، بحلول مايو، وقد وافق الرئيس الأمريكي على عقد هذا اللقاء، بعد اطلاع الأخير على نتائج مُباحثات لقاء مسؤولين كوريين جنوبيين، وقد تعهّد الزعيم كيم بنزع سلاح بلاده النووي، وتعليق التجارب النوويّة، والصاروخيّة.
المُثير للدهشة، أن التهديدات الكلاميّة بين ترامب وكيم، كانت قد وصلت لأوجها، وذهب المُحلّلون إلى التحذير من حرب نوويّة بين البلدين، قد تُدمّر العالم، واليوم يجري الحديث من قِبل زعيم كوريا الشماليّة عن “نزع” الأسلحة النوويّة، وليس فقط “تجميد” برامجها، وهذا بحسب ما ورد في تغريدة على حساب ترامب، والذي كذلك رحّب بالتقدّم الكبير الذي أُحرز في ملف الكورية الشماليّة، لكنّه كذلك أكّد أن العُقوبات يجب أن تبقى مفروضة على البلد المذكور، إلى أن يتم التوصّل لاتفاق.
إذاً، حديث الأزرار “النووي”، الذي “تباهى” به الزعيمان الكوري، والأمريكي، وامتلاك الأخير زرّاً أكبر وأقوى، ومُتواجِد على مكتبه دائماً، سيتحوّل إلى لقاء قمّة، في مشهد تاريخي، لا يعلم أحد في الحقيقة، كيف يُمكن أن تكون نتائجه.
كوريا الشماليّة، تشترط عادةً لوقف برامجها النوويّة، أو “نزعها” كما يجري الحديث اليوم، ضمان أمن نظامها، وعدم المساس بهيبة سيادتها، ورئيسها، وأمنها الداخلي، وهي دولة معروفة بتشددها داخليّاً، وانطوائها على نفسها ضمن أنظمة صارمة، يصفها البعض بالرجعيّة، والوحشيّة، حيث لا إعلام، إلا إعلام قنوات التلفزيون الرسمي، ويُعتبر استخدام “الفيسبوك” هُناك جريمة يُعاقب عليها القانون، وإلى ما هُنالك من قوانين، يُعتقد أنها تُحافظ على ثقافة وتُراث هذه الدولة الشماليّة الكوريّة “النوويّة”، من “العولمة” الأمريكيّة.
لا نعلم حقيقةً إن كان الزعيم كيم، بدأ يُفكّر بالبحث عن بدائل، تُمكّنه من فك “العُزلة” عن بِلاده، والتواصل مع جيرانه “كوريا الجنوبيّة” كنقطة بِدء، وبدأ “يبحث عن “اتفاق” يُشبه نوعاً ما الاتفاق النووي الإيراني، يُجنّبه العُقوبات المفروضة، التي يقول مُعارضوه أنها أنهكت مُواطنيه، واقتصاده المحلّي، ولكن بفارق التنازل و”النزع″ الكامِل لذلك السلاح النووي، ولكن للمُفارقة، أن ترامب يسعى للتخلّي عن ذلك الاتفاق مع إيران في أقرب فُرصة مُمكنة، بالرغم من التزام إيران بما يتوجّب عليها في بنود الاتفاق التاريخي، فكيف يُمكن أن يُقدِّم دونالد ترامب التزاماً واتفاقاً، وهو لا يعرف كيف يُحافظ على اتفاقات الذين سبقوه (إدارة أوباما)، ويُهدِّد بإلغائها كُرمى عيون إسرائيل؟
لا نعتقد أن الزعيم الشاب كيم جونغ أون، يُغفل حقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكيّة “خدّاعة”، وقد تتنصّل من الاتفاق، كما تنوي فعله مع الجمهوريّة الإسلاميّة، وربّما يسعى الرجل لمُناورة سياسيّة، ذات طابع مُسالم، علّه يكشف للعالم مدى زيف وخِداع أمريكا تلك، ورئيسها الحالي، ويصل بها إلى حائطٍ مَسدود، وهو الذي بادر للاتفاق والمُصالحة، والتخلّي أو نزع برنامجه النووي.
لا نستطيع أن نتخيّل ذلك المشهد التاريخي، واللقاء الذي سيَجمع الرئيس الأمريكي بالزعيم الكوري، لكنّه بالتأكيد سيكون مَشهداً لافِتاً، وسيجلب اهتمام وتعليقات وسائل الإعلام، فمن كان قبل أسابيع فقط، يُصدّق أن ترامب وكيم يُمكن أن يلتقيا، لكن ما علينا سوى الانتظار، وترقّب النتائج، وللحديث بالتأكيد بقيّة!
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/03/10