ماذا يعني التلويح الروسي بإغلاق المجال الجوي السوري في وجه سلاح الجو الأميركي؟
حميدي العبدالله
قال رئيس لجنة شؤون الدفاع في الدوما الروسية فلاديمير شامانوف يوم الاثنين الماضي «إنه من الضروري النظر في إمكانية إغلاق المجال الجوي السوري في وجه البلدان التي لا يوجد لديها سماح رسمي من الحكومة السورية».
قد لا يحدث ذلك فوراً، ولكن هذا الاحتمال قائم وربما مرجح في توقيت لاحق، وتحديداً عندما يحين وقت التوجه لوضع أولوية خروج الجيش الأميركي من الأراضي السورية موضع التنفيذ، بعد أن تكون الدولة السورية قد فرضت سيطرتها على كلّ أنحاء الجغرافية السورية، ولا سيما في إدلب والمنطقة الجنوبية.
معروف أنّ جميع قرارات مجلس الأمن حول سورية نصّت على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة سورية، والدولة السورية عضو في الأمم المتحدة ومعترف بالحكومة السورية بوصفها السلطة الشرعية من قبل الأمم المتحدة، وبالتالي عندما تطلب الدولة السورية انسحاب القوات الأجنبية التي دخلت سورية من دون طلب الحكومة السورية بذريعة مكافحة الإرهاب الذي يسيطر على مناطق من سورية، سوف تسقط هذه الذريعة عندما تبسط الدولة السورية سيطرتها على كامل الجغرافية السورية، وبالتالي باتت قادرة على تأمين أراضيها ومنع عودة الإرهابيين، وبالتالي إنّ عدم انسحاب القوات الأجنبية، بما في ذلك القوات الأميركية، يشكل اعتداء موصوفاً على السيادة السورية، وهذا مخالف للقوانين الدولية، ولقرارات مجلس الأمن الصادرة حول سورية.
إذا لم تنسحب الجيوش الأجنبية وتحديداً الجيش الأميركي، فمن البديهي أن تساعد روسيا سورية في الحفاظ على سيادتها، وبالتالي إغلاق المجال الجوي السوري أمام الطلعات الجوية لطيران دول لم تحصل على إذن من الحكومة السورية لتحليق طيرانها في الأجواء السورية.
هذا التلويح هو رسالة قوية للولايات المتحدة عليها أن تأخذها بعين الاعتبار، فهذا التلويح الآن قد لا يكون أكثر من رسالة، ولكن سيتحوّل إلى قرار في توقيت مناسب، أيّ بعد أن يحين موعد طلب خروج القوات الأجنبية التي دخلت الأراضي السورية بذريعة مكافحة الإرهاب من دون إذن وموافقة الدولة السورية.
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2018/03/21