“مواعظ” الكلب المسعور لولي العهد بخصوص اليمن.. برز الثعلب يوما!
د. نبيل نايلي
“نحن نسعى إلى إنهاء الحرب، هذا هو الهدف النهائي. وسوف ننهيها بشروط إيجابية لشعب اليمن وأيضا مع تحقيق الأمن لدول شبه الجزيرة، علينا إحياء الجهود بشكل عاجل للبحث عن حل سلمي للحرب الأهلية في اليمن ونحن ندعمكم في هذا الصدد “. وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس.
على هامش زيارة وليّ العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان الأخيرة إلى واشنطن، “طالب” وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس الأمير بإيجاد حلّ سلميّ للحرب على اليمن الدائرة منذ سنوات موضحا إنه “ينبغي بشكل عاجل إيجاد حلّ سياسي لحرب اليمن وعبر عن أمله في نجاح جهود السلام التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن”.
ماتيس الذي عبّر عن “دعمه القوي للرياض”، شدّد في ردّه على سؤال الصحفيين على دور الولايات المتحدة قائلا: “نحن نسعى إلى إنهاء الحرب، هذا هو الهدف النهائي. وسوف ننهيها بشروط إيجابية لشعب اليمن وأيضا مع تحقيق الأمن لدول شبه الجزيرة”.
فكيف يفسّر لنا جنب وزير الدفاع أن يصوّت مجلس الشيوخ الأمريكي ” ضد مقترح تقدّم به أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لوقف التدخّل الأمريكي في الحرب الدامية في اليمن”؟ اليمن الذي يعاني من “أكبر أزمة إنسانية في العالم”، بحسب الأمم المتحدة. أزمة تسبب بكارثة إنسانية فادحة تكاد تصل بالملايين إلى حافة المجاعة والموت بالكوليرا وأمراض أخرى اختفت منذ أزمنة؟ كيف يقنعنا بوجاهة أن يصوّت 55 سيناتورا أمريكيا ضد هكذا المقترح؟ وأن يفسّر لنا كيف وحدود دعم هذا الجيش الأمريكي العتيد لهذا التحالف المسخ الذي تقوده السعودية؟
ألم يقدّم هذا البنتاغون ومنذ 2015 أي في ظل رئاسة باراك أوباما “دعماً غير قتالي” للسعودية يتضمّن “تبادل معلومات استخباراتية وتزويد المقاتلات بالوقود جوا”؟ ألم يحاجج السناتور الجمهوري مايك لي بأن “الإدارة الحالية واصلت حرب أوباما” مؤكدا أهمية إدراك أن حلّ المسألة “لن يعيق القدرة العسكرية لقتال جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية داخل اليمن”؟
ألم يسّاءل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل “قل ذلك لليمنيين الذين تُدمّر منازلهم وحياتهم بأسلحة مصنوعة في الولايات المتحدة وتسقط عليهم من طائرات يقوم الجيش الأمريكي بتزويدها بالوقود، على أهداف تم اختيارها بمساعدة أمريكية”؟ ليجيب مستنكرا “إذا أراد الكونغرس السماح بالحرب في اليمن أو أي مكان آخر فعليه التصويت على الذهاب إلى الحرب؟”
أي حرب هذه التي “تسعى بلاده إلى إنهائها؟ وسوف “تنهيها بشروط إيجابية لشعب اليمن”؟ وصفقات الأسلحة تضّاعف وتتناسل وآخرها إعلان الإدارة الأمريكية أمس أنها الموافقة على عقود تسلح تفوق قيمتها الإجمالية مليار دولار للمملكة السعودية مقابل 670 مليون دولار، إن لم يكن للحرب غير المنتهية على اليمن رغم مآسيه المستفحلة، ففزاعة إيران جاهزة مادام عادل الجبير وزير الخارجية السعودي يكرر صباح مساء إن: ” إيران –وليس الكيان- هي مصدر الإرهاب في المنطقة، وتتدخل بشؤون المنطقة، كما تضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية، ومبادئ حسن الجوار”، ثم هذا الناطق باسم البنتاغون اللفتاننت كولونيل رودجر كابينس يقول دون مواربة “صفقات الأسلحة المعلنة بين الولايات المتحدة والسعودية هي اتفاق واسع من حيث المبدأ”؟ أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد أعلن عقب “جزية القرن” “وقعنا اتفاقيات تاريخية مع المملكة التي تستثمر ما يقرب عن 400 مليار دولار وتشمل هذه الاتفاقية التاريخية الإعلان عن مبيعات دفاعية للسعودية بقيمة 110 مليار دولار، وسنتأكد من مساعدة أصدقائنا السعوديين للحصول على صفقة جيدة من شركات الدفاع الأمريكية الكبرى. وستساعد هذه الاتفاقية الجيش السعودي على القيام بدور أكبر في العمليات الأمنية.”
أليس ضحكا على الذقون توضيح السيناتور الجمهوري بالكونغرس الأمريكي، ليندسي غراهام: “أدعم هذه الصفقات لأنه يتوجب علينا تقوية حلفائنا ورفع قدراتهم التي من شأنها مساعدتنا في الحرب التي نخوضها ضد الإرهاب، ومن وجهة نظري رحلة ترامب كانت ناجحة بشكل عام، حيث تم طمأنة إسرائيل وإرسال رسالة جيدة للسعودية”؟
ثم يدلي هذا “الكلب المسعور” بمثل هكذا تصريحات هوجاء وفجة وكأن المملكة تملك قرارها السيادي! وكأنه ليس وزير دفاع الدولة النافذة في المنطقة! وكأن المملكة تستطيع بمفردها شن الحرب على اليمن!!
كتب شوقي- محقا- قصيدته المشهورة وأنشد: “برز الثعلب يوماً ….في شعار الواعِظينا” لينهيها وكأنه يقصد ماتيس وزمرته : “مخطيٌّ من ظنّ يوماً …..أَنّ للثعلبِ دِينا”!!!
*باحث في الفكر الاستراتيجي، جامعة باريس.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/03/24