ضياع مسؤولية انتقال مرض الجرب
عبده خال
كتبت عن مرض الجرب أول ما ظهر في مدارس مكة، وفي كل يوم أطالع ما تحدثه وزارة التعليم ووزارة الصحة، وكيف يمكن إيجاد وسائل حماية لما يحدثه المرض من انتشار (كونه مرضاً معدياً)، إلا أن وزارة الصحة أرادت تطمين الناس فإذا بها تفزعنا، فقد جاء في تغريدة للوزارة أن عدد الحالات المسجلة التي تمت معالجتها جميعا في مكة المكرمة بلغت 2156 حالة، من بينها 1774 حالة في المدارس، وأن ما يتم تداوله من أرقام أخرى لإصابة مرض الجرب خارج مكة المكرمة غير صحيح.. بينما غير الصحيح هو تغريدة وزارة الصحة، وفي تلك التغريدة كانت محاولة مستميتة لتزيين دور وزارة الصحة، ولم يمض على تغريدة الوزارة سوى ساعات حتى قرأنا انتقال مرض الجرب إلى جهات أخرى خارج مكة المكرمة، فقد سجلت في جازان والقنفذة 17 حالة، ولا نعرف إلى أين سوف تمضي العدوى، والذي يعنينا حقا القضاء على هذا المرض ولا يعنينا تجميل مسؤولي وزارتي الصحة أو التعليم.
ولأن أعداد المصابين كثر فهذا يعني ضرورة انتقال المرض بصورة أو أخرى، وعلى وزارة الصحة أن لا تعلن أنها قضت على المرض في مكة فقط (مكان تواجد العدوى)، فمناطق المملكة من الكبر والاتساع ما يجعل وزارتي التعليم والصحة على أهبة الاستعداد في كل المدن والقرى، وليتم تأخير التبجيل والتهنئة والإشادة ريثما نرى إلى أين سوف ينتقل المرض.
وإذا عاد الطلاب إلى مدارسهم في مكة كان على وزارة التعليم التريث بالنسبة للعودة، لأن مدارس الوزارة ضيقة وسيئة التهوية وغير نظيفة، بحيث بإمكان هذه المواقع أن تتحول إلى بؤر عدوى ومن خلالها يمكن أن تصاب المناطق القريبة من مكة، ومن هناك تنطلق صفارة الخطر الحقيقي..
وأعيد لتأكيد أن مقالتي السابقة حملت الوزارتين الصحة والتعليم مسؤوليتهما عما يحدث في المدارس من أمراض وعدوى، وحملت مقترح عودة فكرة ضرورة إيجاد عيادات طبية في كل مدرسة وتكون وسيلة من وسائل الرعاية والسلامة للمجتمع، فالمدرسة تنقل كل شيء إلى خارج أسوار المدارس، كما أن الأسرة تغذي كل المدارس بأطفال مرضى أو ناقلين للعدوى، وما لم توجد عيادة طبية فسوف نركض مع كل عدوى لتذكير هاتين الوزارتين أنهما لم تقوما بما يجب فعله.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2018/04/09