نريد مدرسة حية لا أسبوعا حيا
فواز عزيز
• لا أعتقد أن فكرة استثناء المعلمين والمعلمات من بعض قرارات تعليق الدراسة في المدارس هي فكرة وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى؛ ولو كان الأمر عكس ما أعتقد فإن ذلك يستلزم علي أن ألغي كل ما قرأته في كتابه «إصلاح التعليم»، وكل ما سمعته منه في حوارات تلفزيونية قبل أن يصبح وزيرا!
• شخصيا أن أعتقد كل ما يقوله أو يصدره وزير التعليم من تصريحات أو قرارات هي «بنات أفكار» قيادات وزارة التعليم التي أمضت سنوات دون أي نجاح، أو تلك القيادات التي تولت المنصب حديثا دون أي معرفة بواقع المدارس، حتى لو آمن معالي الوزير بما يقول أو يصدر؛ لأنها كلها قناعات سيطرت عليه بعدما دخل الوزارة، وإلا فأفكاره السابقة والمعلنة تختلف جذريا عما هو عليه الآن!
• فكرة «الأسبوع الحي» وتلك الحملة التي تسعى لحضور الطلاب في آخر أسبوع دراسي حتى لو كان بالقوة الجبرية، بالتأكيد على المدارس بخصم درجات المواظبة على المتغيبين؛ هي فكرة عقيمة لن تجدي نفعا، ولن يجني منها الطلاب علما أو معرفة!
• هل يعتقد المسؤول أن فكرة خصم الدرجات ستجبر فقط الطالب المهمل الذي لا ينجح إلا بشق الأنفس على الحضور؟ بكل اختصار خصم الدرجات لن يشغل إلا بال الطالب المتفوق الذي حضوره لن يفيده شيئا بعدما حضر كل الدروس طوال العام الدراسي وكان حريصا على التعلم!
• إذا كانت وزارة التعليم تريد إحياء الأسبوع الأخير من الدراسة فعليها أن تحول المدرسة إلى بيئة جاذبة وتوفر فيها كل الوسائل التي تجعل الطالب يحرص على الذهاب إليها كل يوم، ويتمنى ألا ينتهي اليوم الدراسي، بعكس ما هي عليه الآن!
• أغلب ما تفعله وزارة التعليم - الآن- يوحي بأن همها الأكبر ألا يخرج المعلم من المدرسة بأي حال من الأحوال؛ لأنه موظف حكومي يتقاضى راتبه على ساعات عمل وليس على أداء عمل يتمثل في تعليم النشء!
• لسنا بحاجة إحياء أسبوع والطلاب يشعرون بأن المدرسة ميتة بالكامل، فلا مختبرات ولا معامل ولا ملاعب ولا صالات ألعاب ولا حتى مطعم يتناولون فيه الإفطار!
• نهاية كل فصل دراسي تنشغل وزارة التعليم بأكملها في إحياء الأسبوع الأخير بعدما انتهى المعلمون من تدريس موادهم الدراسية، بينما الأجدر أن تهتم وزارة التعليم بإحياء المدارس طيلة العام، بتوفير المستلزمات التعليمية وصرف ميزانيات المدارس في وقتها بدل أن تعيش المدارس على «الدين» و»القطيات» حتى تصل ميزانياتها المالية!
• هل يعلم وزير التعليم أن نظافة المدارس التي تقدر ميزانيتها بمليار ريال - كما تقول الوزارة- تتم باجتهادات من إدارات المدارس وبعضها يضطر إلى الاستعانة بعمالة غير نظامية، ولو مرت حملات العمالة المخالفة على المدارس لما بقي فيها أحد يهتم بنظافتها؟
(بين قوسين)
• إذا خسرت وزارة التعليم علاقتها مع المعلمين والمعلمات بسبب تصريحات وقرارات، لن يكون التعليم بخير؛ فالمعلم سيتحول إلى موظف يدخل المدرسة صباحا ويخرج ظهرا دون التفكير بما بينهما!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2018/04/20