الأهزوجة الشعبية وشهوة العقل المريضة!
مريم الشروقي
قامت الدنيا ولم تقعد بالأمس، واشتعلت النيران إلى أقصاها، والسبب أهزوجة شعبية تُقال لدى إخواننا الشيعة منذ عشرات السنين، ولم يلتفت لها أحد ولا حتّى يعلمها، إلاّ بعد تناولها بطريقة مريضة! فعلا هناك شهوة للعقل البشري مريضة، وأن لم يكبح جماحها الإنسان نفسه ويعدّلها بالطريقة الصحيحة فأنّها ستبقى مريضة!
أهزوجة تقول ” يا يمة ملّيت من قعدت البحرين، عطيني جوازي باسافر كربلاء “! وهذه الأهزوجة مقتصرة على الشيعة، وأصبحت مشهورة في ليلة وضحاها، ويريد أن يعرف النّاس أكثر عنها وعن الكلمات التي بعدها! ولكأنّ المراد انتشارها بيننا بدل ردمها وتحطيمها حتى لا تنتشر!
من يريد الإصلاح هناك قنوات كثيرة للإصلاح، ولا نعتقد بأنّ أهزوجة ذات موروث ثقافي قديم تدل على الخيانة أو الوطنية، ونعم.. هناك من خوّن الناس بسبب هذه الأهزوجة، فهي تتحدّث عن السفر إلى كربلاء!
السؤال لو كانت الأهزوجة تطلب السفر إلى بريطانيا أو الصين أو أمريكا، هل كانت ستلاقي نفس الوقع؟! أم أنّ موضوع كربلاء هو ما أثار حفيظة البعض، فالمقطع الأوّل من الأهزوجة ” يا يمة ملّيت من قعدت البحرين ” ليست حراما ولا عيبا، فهذه جملة تقال في كل ثانية داخل أي بلد في العالم، ويقولها الكبير والصغير والفقير والغني، والجميع يحلم بالسفر إلى خارج وطنه لتغيير النفسية ورؤية المناظر والثقافات الأخرى، وفي النهاية يرجع المواطن إلى وطنه، حيث يُرجعه الحنين بعد التغيير!
شهوة العقل المريضة تحتاج إلى تكوين بصيرة وفتح أفاق أخرى، فلا يجوز زيادة الغضب أو تأجيج المواقف، وليست من صالح صاحبها الخوض فيها، فهو بذلك لا يشن حربا على أحد، بل يشن حربًا على نفسه، لأنّه لا يتصالح معها، ومن لا يتصالح مع نفسه لا يتصالح مع الآخر ولا يقبل به، مع أنّ التعايش من صفة البشر.
التعايش أمرٌ سهلٌ وجميلٌ إذا كانت القلوب صافية، وشهوة العقل راقية، إذا تريد الخير والوحدة الوطنية لأهل الوطن وقيادتها، ونحن في وقت نحتاج إلى الوحدة الوطنية أكثر من أي شيء آخر.
نقول لم نمل من البحرين أبدا أبدا، ولكننا نريد السفر والتغيير لأنّنا نمل من أمثال هؤلاء، الذين ينفخون في الكير، ويقتاتون على تفريق الوطن وتفتيته، وليس من صالح أحد أن يقوم بذلك، إلاّ ………
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/04/24