بعد كشف الوثائق النووية الإيرانية المزعومة: إسرائيل تدق طبول الحرب ضد إيران
جهاد العيدان
من حق أي عاقل أن يسخر من تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو بخصوص ما قال عن وجود نصف طن من الوثائق التي تزعم أن طهران تخفي مواقع نووية جنوب العاصمة طهران وان برنامج طهران النووي يمتلك عناصر برنامج التسلح النووي ومشاريع أخرى سرية لتصميمِ وإنتاجِ واختبارِ رؤوسٍ حربيةٍ نووية ,والطريف أن وزير الخارجية الإيراني شبه مزاعم نتنياهو بكذبة الراعي التي جلبت له في النهاية الويل والثبور ، وأشارَ ظريف إلى أنّ نتنياهو لم يَتعظْ من فضيحةِ الرسم الذي عرضَهُ أمامَ الجمعية العامة للأممِ المتحدة، معتبراً أنّ بإمكانِهِ فقط خداعُ بعضِ الناسِ مرات عديدة .
وخرج نتنياهو بإعلانه الطارئ هذا عقب اتصال هاتفي بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف ضبط الساعة بشأن التكتيك اللاحق مع الملف الإيراني من جهة، وغداة الضربات الليلية الأخيرة التي يشتبه بأن الطيران الإسرائيلي نفذها على مواقع عسكرية سورية في ريفي حماة وحلب من جهة أخرى.
وفي انتظار قرار الرئيس الأمريكي حول البقاء أو الانسحاب من الصفقة النووية الذي من المتوقع أن يتخذه، كما أعلن، قبل 12 مايو المقبل، يرى مراقبون أن التحركات الغربية حول برنامج إيران النووي ، وبينها إعلان نتنياهو، تهدف إلى تغطية مجموعة واسعة من المسائل المتصلة بمصلحة الولايات المتحدة وحلفائها ولا سيما إسرائيل.. ومن بينها تشجيع الرئيس الأمريكي على إلغاء الاتفاق أو إجبار طهران على أن تحذو حذو كوريا الشمالية وتتخلى عن برامجها النووي، وتبرير القصف المستمر لما تقول إسرائيل إنه يستهدف مواقع إيرانية في سوريا.
هذا ويشير مراقبون إلى أن المشهد الحالي يبدو مقدمة لإعلان حرب مباشرة ضد إيران، بخاصة أن الكنيست الإسرائيلي صادق، على قانون يخول رئيس وزراء كيان الاحتلال نتنياهو ووزير الحرب ليبرمان إعلان الحرب دون العودة إلى الحكومة , فيما أن هناك فريقا أخر يتحدث عن نظرية استغلال مايسمى بالبرنامج النووي السري لقصف إيران بناء على وثائق وصور غير موثوقة، كما فعلت واشنطن وفرنسا وبريطانيا حين ضربت دوما السورية بذريعة أن الحكومة السورية أخفت ترسانتها الكيميائية عن المجتمع الدولي، خاصة وأن نتنياهو قال إنه أطلع واشنطن على هذه الوثائق وكما فعل التحالف الثلاثيني ضد العراق بذريعة وجود نووي عسكري عراقي .
من اللافت، أن الضربات الأخيرة على سوريا نفذت بالتوازي مع تقدم الجيش السوري في شرقي نهر الفرات في الأراضي التي كانت خاضعة لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن. ويشير متابعون إلى أن التصعيد الجديد في سوريا سببه أن الولايات المتحدة وحلفاءها يسعون إلى منع الجيش السوري من السيطرة على حقول نفطية في الساحل الشرقي للفرات، حيث أن تقدم الجيش السوري والحلفاء هناك أغاظ كثيرا التحالف العدواني الأمريكي البريطاني الصهيوني حيث قاموا بإطلاق هذه الصواريخ كرسائل تهديد خاصة وأن مصادر أمريكية اتهمت إيران بتجاوز الخطوط الحمراء الأمريكية في سوريا فيما يحاول كيان الاحتلال استغلال هذه المعطيات من أجل تمرير أجنداته في المنطقة لرفع وتيرة التصعيد وأجواء الحرب التي يعتاش عليها بالأساس والتي هي جزء من واقعه ووجوده اللامشروع في المنطقة .
أن اتهامات رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن برنامج طهران النووي السلمي هي مسرحية مفضوحة وسمجة وهي تصريحات ليست بالجديدة وهي مليئة باتهامات ومغالطات لا أساس لها من الصحة.مايجري هو تصعيد مبرمج تزامن مع أحداث ومعطيات خطيرة تهدف إلى إعادة رسم المنطقة من جديد , وإبعاد محور المقاومة عن دوره المضاد للمخططات والمؤامرات الصهيوأمريكية , سيما وأن توقيت هذه التصريحات يأتي بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكية الجديد للمنطقة , بحيث شملت الجولة بالإضافة إلى زيارة كيان الاحتلال كلا من السعودية والأردن اللتين تسيران في سياق البرنامج المرسوم لهما أمريكيا . ويرى المراقبون أن نتنياهو وبهذا الاستعراض يُمَهِّد لقرار ترامب بإلغاءِ الاتّفاق النَّووي كما يسعى إلى التمويه على جرائمه المتتالية ضد الشعب الفلسطيني وضد سوريا .
والملفت أن وزير الحرب الصهيوني ليبرمان كان تحدث قبل وقت قصير عن قرب اشتعال الحرب في المنطقة وذلك في سياق مخطط يهدف إلى تشظية المنطقة وتقسيمها من جديد من أجل إضعافها أمام مخططات التوسع العدواني الصهيوني.
—————— فاصل ——————-
ماهي حقيقة ودوافع مسرحية نتنياهو من المزاعم الأخيرة بشان العثور على نصف طن من الوثائق التي تدعي عسكرة البرنامج النووي الإيراني ؟
كيف ردت إيران على هذه المزاعم الصهيونية وماهي رؤية إيران بالتحرك الصهيوني من حيث الشكل والتوقيت ؟
تصويت الكنيست الصهيوني لصالح إعطاء صلاحيات لنتنياهو وليبرمان باتخاذ قرار الحرب بصورة استثنائية ماذا يعني وماهي رسائله ؟
لماذا تَزامَنت هذهِ الخُطوة مع زِيارة وزير الخارجيّة الأمريكي وقَصف مَخازِن أسلِحة ومعسكرات في سورية؟
كيف كَشَفَت تَصريحات ليبرمان عن قُرب اشتعال الحَرب ولماذا يحاول تسريب هذه المعلومة ومدى صدقيتها ؟
هل تحاول تل أبيب فعلا إشعال الحرب أم أنها تحاول وضع المنطقة على حافة الهاوية ؟
هل ستختفي إسرائيل خِلال 25 عامًا مِثلما هَدَّد قائِد جيش الجمهورية الإسلامية في إيران ؟ ولماذا يَتوقَّع نائِب رئيس الحَرس الثَّوري هَزيمةً سَريعةً لها لن تُنقِذَها مِنها أمريكا وبِريطانيا؟
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/05/02