نفس الإسطوانة الفرنسية المشروخة!
د. نبيل نايلي
“فرنسا تعمل على استئصال آخر بؤر الإرهاب بالمنطقة، لا سيما في الشريط الحدودي بين سوريا والعراق، باستخدام جميع الوسائل، سواء كانت جوية أو برية أو قوات خاصة” الجنرال فرانسوا ليكوانتر.
تدعيما لموقف رئيسه هذا رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي الجنرال فرانسوا ليكوانتر، FRANÇOIS LECOINTRE، يؤكد أن “قوات بلاده ستبقى في سوريا، جنبا إلى جنب مع الجنود الأمريكان، من أجل إكمال مهمة مكافحة الإرهااب”!
الجنرال الفرنسي أعلن في حديث لقناة “سي نيوز″، إن “باريس ترى أولويتها بسوريا في القضاء على تنظيم “داعش”، وأنه: “يعتقد أنهم باقون مع الأمريكان في سوريا، ولا يستطيع تصور أن الولايات المتحدة سوف تنسحب قبل دحر “تنظيم داعش”، والتفاصيل الأخرى قرار سياسي”!!!!
أما في ما يتعلق بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بخصوص إرسال باريس وحدات خاصة إضافية، فقد رفض ليكوانتر “التعليق” على تعداد هذه الوحدات ومواقع انتشارها، مؤكدا أن “فرنسا تعمل على استئصال آخر بؤر الإرهاب بالمنطقة، لا سيما في الشريط الحدودي بين سوريا والعراق، باستخدام جميع الوسائل، سواء كانت جوية أو برية أو قوات خاصة”!
“الحل السياسي” و”الحفااظ” و”حماية” الشعب السوري طبعا تدخل في “التفاصيل الأخرى للقرار السياسي”، هو معني فقط بالـ”قصف” وإنشاء القواعد العسكرية وتفكيك سوريا!
منذ 2015 بدأ الفرنسيون أولى غاراتهم الجوية على أهداف في سوريا فقط مع “الحلفاء” ولا يزال هذا التنظيم “العصي” “الباقي المتمدّد” وكأن مقاتليه يقصفون بالورود! وطالما يشكلون الفزاعة والمسوغ، العصا التي يهشون بها على مصالحهم ولهم فيه المآرب الأخرى، فلا من استدامة هذه الحروب فاالذريعة جاهزة!
ماتيس وزير دفاع لا ينطق على الهوى، وتصريحاته كشفت “إرسال باريس وحدات خاصة إضافية، وإن تحاشى رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي الحديث عن عددها ومناطق نشرها واكتفى بالحديث الممجوج عن ” استئصال آخر بؤر الإرهاب بالمنطقة”! وسنتبين قريبا صحة هذه التصريحات.
ما يقوله الجنرال فرانسوا ليكوانتر هو ترجمة عسكرية عملية لما تنبآ به -منذ عام تقريبا- مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه، Bernard Bajolet، و مدير الاستخبارات الأمريكية، جون برينان، John Brennan في نعيهما: ” إن الشرق الأوسط الذي نعرفه، انتهى إلى غير رجعة وإن دولا مثل سوريا والعراق، لن تستعيد أبداً حدودها السابقة! وإن المنطقة لن تستعيد شعوبها أيضاً”!
“المازوشيون” العرب ما زالوا يقنعون بهذا القول ويطربون لعودة المستعمر في ثوب رجل الإطفاء والمنطقة تغرق و”صناع القرار” يحاربون طواحين الريح وينتشون حين يرضى عنهم هؤلاء المسوخ الذين يتوهمون أنهم سيخوضون حروبهم!!
متى يزول هذا الكابوس ويختفي هذا البعبع لتزول هذه الشماعة التي يعلقون عليها مشاريعهم وأجنداتهم التي أضحت واضحة إلا لمن يتعامى؟!!!!
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/05/06