المصلحة في تصعيد الصراع مع إيران
مصطفى الصراف
نجحت أميركا في توجيه الصراع العربي ـ الإسرائيلي إلى صراع بين العرب وجمهورية إيران الإسلامية، ولم نعد نقرأ في الصحف العربية، وبصورة خاصة الخليجية، أي هجوم موجه إلى إسرائيل، رغم ما تقوم به هذه الأيام من اعتداءات وجرائم ضد الشعب الفلسطيني ورغم الانتفاضة الباسلة والتضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني لمواجهة العدو الإسرائيلي.
بينما استحوذ الهجوم على محور الممانعة والتصدي على كل وسائل الإعلام الخليجية، وعلى الرغم من التقارب الذي يجري بين الدول الأوروبية وإيران بعد رفع العقوبات عنها، وهي الدول التي تضمر العداء السياسي لجمهورية إيران باعتبار تلك الدول وأميركا تشكل محور الدول المساندة لإسرائيل والمعادية لمحور الممانعة والتصدي، وفي مقدمتها سوريا وإيران، نرى في نفس الوقت يتصاعد العداء بين دول الخليج وإيران، ويأتي هذا التصاعد والصراع في وقت تعاني فيه دولنا من أزمة اقتصادية طاحنة. وتغذي هذا الصراع التصريحات الأميركية وتشجع دولنا عليه وأميركا في منأى عنه ظاهريا، وهذا -لاشك- يأتي خدمة لإسرائيل، ويسبب مزيدا من التدمير لدول المنطقة سواء كانت عربية أو غير عربية .
لأن التفاهم السياسي بين دول المنطقة لن يكون في مصلحة إسرائيل، كما أن إلباس هذا الصراع السياسي بين المحورين بلباس عنصري ومذهبي هو الوقود الذي يحرك هذا الصراع.
والمؤسف، أرى أننا انجرفنا وراء ما تدبّره الصهيونية العالمية دون نظرة واقعية وسياسية لمصالحنا. ففي الوقت الذي تسعى الدول الأوروبية للتقارب الاقتصادي مع إيران ، يدفعون بنا إلى تصعيد الخلافات معها على كل المستويات، وبذل كل الجهود الإعلامية والمخابراتية لتوجيه العداء لدول محور الممانعة بدلا من معاداة إسرائيل.
نحن كدول وشعوب هذه المنطقة بحاجة إلى إعادة النظر بسياستنا وما إذا كانت تصبّ في مصلحتنا الوطنية ومصلحة شعوبنا، أم هي سياسة دفعنا حماة إسرائيل إليها لمصلحة الآخرين؟ وإلى أين سيأخذنا هذا التصعيد أكثر مما نحن فيه من أزمات اقتصادية وسياسية ومذهبية؟!
القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2016/01/27