الدكتور الهادي شلوف

أمريكا والعرب مصيبة لم يكن يتوقعها أجدادنا ولم يعتقدوا أنه في يوم ما سوف يتم اكتشاف أمريكا وتتحول إلى إمبراطوريه قوية تجبرنا علي أن ننسلخ من كل قيمنا ونتبرأ من كل ما هو عربي كي نرضي هذه الإمبراطورية ولكن ها هو واقع أو محظور أصبحنا جزء منه وليس أمامنا إلا أن نتعايش معه بالذكاء أو الدهاء أو الخنوع والرضا.

العرب متعلقون بأمريكا ويصلون لها ليلا نهارا وأصبحنا كجزء منها وأجزاء كهرومغناطيسية تترد بقوة عالية وترتجف لأسماع أمريكا أو تجتذبها كي تلحق بها
أدركوا أو أدركت أمريكا أن ما نحمله عبر عدة قرون مجرد قيم ذات قشور ومظاهر خارجية ولا تنتمي أو ترتكز فعلا علي قناعات ومن تم كانت عصا موسي لنا بالمرصاد ولم تعد هذه العصاء أداة للهش علي الغنم و أنما تحولت إلى أدة فضائية تهدد العرب وحتي جيرانهم الفراعنة.

هذه أمريكا يا سادة أو يا عبيد تريد أموالكم أيها العرب التي خزنتموها في مصارف أمريكا أو اشتريتوا بها سندات الخزانة الأمريكية طول كل هذه القرون.

هذه أمريكا لم تعتد تكتفي بسعر برميل النفط المنخفض أو شرائه منكم بأسعار زهيدة ولم تعد تكتفي ببيع أسلحتها القديمة والمنتهية الصلاحية فهي اليوم أصبحت تريد منكم التنازل عنه وعن أرضكم طواعية أو بالقوة بل أنها تطلب منكم إعطائها كل ما اكتنزتموه خلال الخمسين عام الماضية بل ولربما جواهر وحلي نسائكم كما فعل المغول والتتار فيكم.
أعتقد أنه يجب عليكم أن تفكروا جيدا وفعلا فيما إذا كان الحل هو يكمن في أن يتم أخذكم جميعا اليهم وفي المقابل إعطائهم نفطكم أرضكم وحتي دينكم أن لم تستطيعوا الدفاع عنه بكرامة.

السؤال ماذا لو تركتم أيها العرب كل شيء لهم الأرض، النفط، البحار والمحيطات وانتقلتم اليهم؟
ولكن السؤال هنا هل أمريكا سوف ترتضي بكم أيها العرب حتي لو سلمتموهم كل شيء؟!

لكم العبرة في تاريخكم مع المغول والتتار

صحيفة رأي اليوم