لا ترموا تقصيركم على غيركم
هاني الفردان
ليست المرة الأولى التي نسمع فيها أعضاء السلطة التشريعية بغرفتيها (الشورى والنواب) يتذمرون من "الضغط"، والاستعجال في المشاريع والقوانين، وإجبارهم على سرعة البت، حتى بات "سلق" القوانين سمة واضحة للكثير من المشاريع المهمة.
يوم الأحد الماضي وفي جلسة الشورى، وبعد إقرار قانون الضمان الصحي في ساعتين فقط، قال رئيس مجلس الشورى علي الصالح تعليقًا على سرعة الشوريين -غير المعتادة- في إقرار القوانين "لم يُعطَ مجلس الشورى حقه في مناقشة مشروع القانون مناقشة مستفيضة، وكنا نريد أن نقوم بتعديلات جوهرية ولكننا مررنا القانون تجاوبا مع رئيس المجلس الأعلى للصحة الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، ومع وزيرة الصحة فائقة الصالح؛ لإنهاء القانون قبل نهاية الفصل التشريعي، ولكن هناك مواد جوهرية تحتاج الى إعادة صياغة".
السلطة التشريعية سلطة مستقلة، ومن المفترض أن تكون المصلحة العليا للبلد فوق أي اعتبار أو رغبات، فكيف يمرر مجلس الشورى مشروع قانون به تشريعات "جوهرية" تحتاج إلى إعادة صياغة!
قبل حديث رئيس الشورى، كانت هناك كلمة لنائبه الأول جمال فخرو، والتي هي أيضاً دارت حول ذات الفكرة، فانتقد بشدة ومن جديد الضغط الذي يفرض على مجلس الشورى لتمرير القوانين بشكل مستعجل. وقال "حجة نطلع القوانين اليوم ونصلحها بكرة فلسفة غير صحيحة".
وبين فخرو أنه "اضطر للموافقة على المشروع حتى لا يتأجل، وأن هذا النوع من العمل غير مقبول". وتساءل فخرو: لماذا الاستعجال في مناقشة مشروع القانون؟!، في الواقع لم نستطع دراسته دراسة كافية ووافية، وشخصيًا أرى أن الكثير من الصياغات والتعديلات التي أقرّها مجلس النواب غير موفّقة، وكنّا نتمنّى لو أعطينا فرصة أكبر في مناقشة هذا القانون المهم.
من حقنا كمواطنين، أن نسأل أعضاء السلطة التشريعية، ألستم سلطة مستقلة؟ ألستم أسياد قراركم؟ فكيف تمررون تشريعات وقوانين لستم مقتنعين منها؟ كيف لكم أن تتحدثوا عن "ضغط"، وعدم إعطائكم وقتا للمناقشة، والقرار بيدكم!
نعم أنتم من ضيع حقه، وأنتم من أسستم لسنة "الاستعجال" وأنتم متهمون بـ"سلق" القوانين، لأنكم لم تستخدموا حقكم وصلاحياتكم وأدواتكم، فلا ترموا تقصيركم على غيركم.
صوت المنامة
أضيف بتاريخ :2018/05/09