آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الستار توفيق قاسم
عن الكاتب :
كاتب ومفكر ومحلل سياسي وأكاديمي فلسطيني، ولد في دير الغصون بطولكرم الفلسطينية، وأستاذ العلوم السياسية و الدراسات الفلسطينية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس.

الصهاينة يدخلون في الأزمة


عبد الستار قاسم

كان رأيي منذ بدء مسيرات حق العودة ألا تتوقف المسيرات حتى تصنع للصهاينة أزمة حقيقية، وذلك لأن دخول الصهاينة في أزمة سيستدعي اهتمام الإعلام العالمي بالمزيد، واهتمام دول العالم والبحث في مطالب الفلسطينيين وتداولها. وإن وصلنا إلى هذه المرحلة فإن قضية حق العودة التي هي لب القضية الفلسطينية ستعود للتداول على الساحة الدولية. أي ستنبعث الحياة في حق العودة من جديد وسنكون قادرين على حشر الصهاينة والأمريكان في زاوية من حقوق الإنسان يصعب عليهم الجدل ضدها.

وقد نبهت عدة مرات إلى أننا أضعنا الكثير من التضحيات دون تحقيق نتائج لصالحنا عبر سنوات النضال الطويلة لأننا لم نمتلك النفس الطويل، وكنا نقطع حبل الاستمرار والمواصلة. كنا نقدم التضحيات ، ويظهر علينا من القيادات من يقول إن شعبنا تعب ولحقت به أضرار كثيرة وعلينا أن نأخذ استراحة المحارب لتذهب في النهاية التضحيات سدى ودون تحقيق ما نصبو إليه. لقد قدمنا تضحيات غزيرة بالتقسيط، ولو كنا قدمناها دفعة واحدة لحققنا إنجازات كبيرة.

ولهذا كان رأيي لشعبنا في غزة ألا يتوقفوا مهما عظمت التضحيات، والاستمرار سيأتي في النهاية بنتائج نرغب بها.

الآن الكيان الصهيوني يدخل أزمة أوقع نفسه بها بسبب رعونته وهمجيته وشهيته لسفك الدماء. لقد حشرته المسيرات إعلاميا وأفقدته توازنه، وظن أن الأمريكيين سيحمونه من غبائه فورط نفسه بدماء فلسطينية غزيرة جعلت العالم يقف على أصابع أقدامه. أدى به استمرار المسيرات إلى الشعور بالضيق وعدم القدرة على محاصرة وسائل الإعلام وإبعادها عن المشهد في غزة فأخذ يطلق النار على متظاهرين غير مسلحين. وعلى الرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الفلسطيني في المسيرات، إلا أن هذا النزيف أكد حقيقة تاريخية وهي أن الدم لا بد أن ينتصر على السيف. ظن الصهاينة أن القتل والإجرام سيخمد المسيرات، لكن ظنه انقلب عليه واستنفر وسائل الإعلام والعديد من الدول والمنظمات الدولية ضد نفسه.

لقد سجلت المسيرات الشعبية أهدافا حتى الآن وعلى رأسها إعادة الحياة لحق العودة، وأخذ العالم يفهم أن المشكلة ليست في إقامة دولة فلسطينية وإنما بعودة ملايين الفلسطينيين إلى بيوتهم وممتلكاتهم في الأرض المحتلة/48.

لكن علينا ألا نتوقف عند هذا الحد، بل علينا مواصلة المسيرات حتى تختمر قضية العودة في الرأي العام العالمي الجماهيري والرسمي. وأهل الميدان أدرى بشؤونهم. ونصيحتي ألا نتعجل الأمور مع ضرورة اتقاء شر الصهاينة المجرمين بقدر الإمكان.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/05/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد